بعد أن كان المرض مقتصرا في غالبيته على إقليمشفشاون، وخاصة تلك المداشر النائية التي يصعب وصول البعثات الطبية إليها، هاهي العرائش تعاني هذه السنة من حالات متكررة ومتعددة للمينانجيت، التي قضت على حياة بعض الأطفال، وتهدد آخرين يوما بعد يوم. حالة جديدة سجلت منتهى الأسبوع المنصرم بجماعة تطفت التابعة لدائرة القصر الكبير، حينما تدهورت حالة أحد الأطفال وتم نقله على وجه السرعة للمستشفى الإقليمي، قبل أن يتبن أن الأمر يتعلق بحالة متقدمة من التهاب السحايا، وأن الوضع خطير جدا بالنسبة للطفل كما لمحيطه الأسري وزملائه بالمؤسسة التي يدرس بها. طاقم طبي بكل تجهيزاته وإمكانياته البشرية والمادية حل يوم الجمعة المنصرم بإعدادية مولاي عبد السلام بن مشيش بتيطفت، ليفاجئوا التلاميذ كما الأطر التربوية بهاته المؤسسة، بضرورة إخضاع الجميع لعملية تلقيح ضد مرض المينانجيت، الذي أصيب به رفيقهم نزيل المستشفى حاليا. وهو الإجراء الطبي المتوجب القيام به في مثل هاته الحالات وفق ما أكده مصدر طبي، حيث يتوجب إخضاع محيط التلميذ كاملا لهذا التلقيح الذي يمكن أن يساهم لحد كبير في الحد من انتقال العدوى، وإن كان تأثيره غير مضمون بشكل كبير، لكنه على الأقل يبقى إجراء احترازي وضروري. لم يكن يعلم أحد بإصابة التلميذ المعني بالمرض، خاصة إدارة المؤسسة، التي لم يكن لها علم بالموضوع، وأن التلميذ تغيب بدون عذر منذ يوم الإثنين المنصرم، ليتبين لاحقا أنه كان مريضا وأن حالته تردت أكثر لينقل يوم الأربعاء الماضي للمستشفى بالقصر الكبير، وبعد ذلك نقل للعرائش لتلقي العلاجات الطبية الضرورية، قبل أن تعطى تعليمات من المديرية الإقليمية للصحة للطواقم المتنقلة بضرورة التوجه حيث كان يدرس قصد تلقيح زملائه. إلا أن الطاقم الطبي لم يتمكن من إنجاز مهمته كاملة بسبب تغيب غالبية التلاميذ، نتيجة تعذر حضور النقل المدرسي الذي كان في مهمة. يذكر أن التهاب السحايا حصد هاته السنة على مستوى منطقة العرائش قرابة خمسة أطفال غالبيتهم من مناطق قروية، فيما أعلن رسميا على ما لا يقل عن 12 حالة أخرى. في حين لم يسجل إقليمشفشاون هاته السنة حالات كثيرة كعادته بسبب التلقيح والحملات الطبية، التي عرفتها المنطقة خلال السنوات الأخيرة، إضافة لحملات التوعية التي دفعت بالكثير من الآباء بسرعة التوجه للمراكز الصحية مع أولى معالم المرض، مما مكن من إنقاذ الكثير من الأرواح. مصطفى العباسي