الجدل داخل حزب الاتحاد الاشتراكي يتطور أكثر وأصبح ينذر بالأسوأ. فبعد قرار الكاتب الأول للحزب ادريس لشكر عرض مسألة اختيار رئيس الفريق النيابي بمجلس النواب على أنظار اللجنة الإدارية للحسم في الرئيس المقبل غدا الأحد، دخل تيار الديموقراطية والانفتاح الذي يقوده الرئيس الحالي للفريق أحمد الزايدي على الخط بتحريك دعوى قضائية يطعن فيها في شرعية اختيار رئيس الفريق النيابي من قبل برلمان الحزب. الفريق النيابي هو الذي يختار رئيسه وليس اللجنة الإدارية»، يقول مصدر حزبي من حزب المهدي بن بركة وعبد الرحيم بوعبيد، الذي أكد أنه يكفي أن يحصل الرئيس على ثقة الفريق النيابي ليستمر في قيادته، و«هذا هو ما حصل الأسبوع الماضي»، يضيف المصدر نفسه، بعدما حاز أحمد الزيدي على ثقة نواب الحزب بالغرفة الأولى. هي دورة عادية للجنة الإدارية بطابع استثنائي، تلك التي سيعقدها الاتحاديون . فإذا كانت المسائل التنظيمية حاضرة في جدول أعمال الدورة، فإن مقترح الكاتب الأول للحزب ادريس لشكر بشأن رئاسة الفريق النيابي بمجلس النواب يأتي على القائمة، ومن المرتقب أن يخلق نقاشات كبيرة وحادة، خصوصا في ظل تمسك ادريس لشكر بتنحية أحمد الزيدي من رئاسة الفريق، في مقابل الدعم الذي يحظى به هذا الأخير من قبل النواب الاتحاديين. «وفي مقابل تمسك أنصار الزيدي بعدم شرعية اختيار الرئيس من قبل اللجنة الإدارية، يقول مصدر من المكتب السياسي للحزب إن اللجنة الإدارية هي «سيدة نفسها وهي التي ستحسم في رئيس الفريق النيابي المقبل»، المصدر أكد، أن المقترح الذي سيتقدم به الكاتب الأول للحزب يتضمن اسمين وهما البرلمانية حسناء أبوزيد والرئيس الحالي للفريق النيابي بمجلس النواب أحمد الزيدي». القيادي الاتحادي والذي شدد على ضرورة أن تشتغل هياكل الحزب في تناغم تام مع القيادة، قال إن «أعضاء اللجنة الإدارية ال 380 هم الذين سيحسمون في من يرونه مناسبا للمرحلة الحالية»، وذلك يضيف المسؤول الحزبي «طبقا للقانون الأساسي للحزب». وإذا كان نواب الاتحاد الاشتراكي قد حسموا موقفهم ضد توجهات الكاتب الأول إدريس لشكر، الذي دفع بالنائبة الصحراوية حسناء أبو زيد للترشح ضد الزايدي، فإن دورة اللجنة الإدارية من المنتظر أن تكون ساخنة، خصوصا بعدما فشل الكاتب الأول في ضمان أصوات كافية لأبو زيد خلال اجتماع للفريق عقد الثلاثاء الماضي، وهو ما جعله يقرر في آخر لحظة وبعد أن أعلن عن انفضاض الاجتماع، نقل المعركة الانتخابية لرئيس الفريق إلى اللجنة الإدارية، لحسم المنصب بالتصويت في جهاز يملك فيه أغلبية الأعضاء. الفريق النيابي الاتحادي، الذي انتصر للزايدي في مواجهة لشكر يتمسك ببقاء برلماني بوزنيقة على رأس الفريق، بعدما جدد الثقة فيه، خلال اجتماع الفريق، الذي ترأسه الكاتب الأول للحزب ادريس لشكر، وذلك بعد تصويت ثلاثين برلمانيا لصالحه مقابل معارضة أربعة نواب وهم من مناصري الكاتب الأول. غير أن أحمد الزايدي، الذي بدا غير مكترث بقرار إحالة انتخاب رئيس الفريق البرلماني على اللجنة الإدارية للحزب، «يراهن على مناصريه داخل اللجنة» ، يقول مصدر حزبي، خصوصا أنه مدعم من بعض أعضاء من المكتب السياسي لحزب الوردة الذي يسيطر عليه ادريس لشكر، كما أنه يحظى بثقة الوزيرين السابقين محمد عامر ورضى الشامي، والبرلماني طارق القباج. فهل سيدخل الاتحاد الاشتراكي منعطفا جديدا بعد محطة يوم الأحد ؟