بعد لقاء لندن منذ بضعة أسابيع الذي دعا إليه جهاز المخابرات البريطاني «إم. أي. سيكس». هذه المرة تأتي المبادرة من جهاز المخابرات الخارجي الفرنسي. الأوضاع المتدهورة والتطورات المتسارعة في الحرب السورية وتقاطع ذلك مع التنظيمات الارهابية والجريمة المنظمة النشطة في تجارة الأسلحة. لم يترك للعديد من الأجهزة الأمنية المراقبة للأوضاع عن كثب في المنطقة إلا تسريع لقاءاتها بهدف وضع خطط تنسيق عملياتية واستباقية للحد من تأثيرات هذه الأوضاع على الأمن في بلدانها. حسب مصادر إعلامية سارعت فرنسا أول أمس الثلاثاء إلى استضافة لقاء سري في ضواحي باريس حضرته العديد من الأجهزة الأمنية الأوروبية والمغاربية لوضع خطط استباقية لإحباط العديد من المخططات الإرهابية لها ارتباط بما يجري في سوريا التي توصلت هذه الأجهزة أنه يخطط لها، على أن يبدأ تنفيذها مع بداية الصيف القادم. لقاء باريس، والذي يأتي حسب ذات المصادر، بعد العديد من التقارير الاستخباراتية التي تبادلتها باريس مع بلدان أخرى بمافيها المغاربية، كون صيفا ساخنا من العمليات الإرهابية ستستهدف العديد من البلدان في محاولة إلى لفت الإنتباه لمايجري في سوريا وردا على تهاون الغرب في دعم الثورة السورية، خصص لتنسيق العمليات وتبادل المعلومات والخبرات، خاصة بعد رصد أخبار عن مجموعات من الجهاديين في سوريا من أصول مغاربية ويحملون جنسيات أوروبية عبرت الحدود السورية بعد الضربات التي تلقتها من الجيش النظامي السورى مؤخرا سواء في معركة الأنفال في ريف اللاذقية أو في ريف دمشق أو حمص أوحلب إلى تركيا استعدادا للعودة إلى بلدانها أو مناطق توتر أخرى خاصة ليبيا التي تفتقر إلى مقومات الدولة فيها،الأمر الذي جعل منها مكانا لتجمع آلاف من الإرهابيين من مختلف الجنسيات. في السياق جاء لقاء باريس أول أمس الثلاثاء أياما قليلة بعد نجاح المخابرات الفرنسية على تفكيك لخلية «كان تورسي» التي كانت تخطط لعمليات تفجير داخل فرنسا تستهدف بيعات يهودية ومحطات ميترو وقطارات وغيرها ومنفذوها سيكونون شبانا فرنسيين من أصول مغاربية من العائدين من سوريا. تفكيك الخلية التي نبهت مرة أخرى أن الخطر القادم من سوريا لم يعد يحتمل الانتظار دفعت بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى ترأس اجتماع طارئ في قصر الإليزيه كان من نتائجه وضع استراتيجية بتنسيق مع العديد من البلدان بما فيها المغرب لتحييد تأثيرات الحرب السورية على أمنها وأمن حلفائها