أدان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون "الاعتداءات الإرهابية المنسقة" في دمشق وأعرب عن قلقه من أن يخلق النزاع في سوريا "أرضية مناسبة للإرهاب"، حسب ما أعلن المتحدث باسمه مارتن نيسركي. تفجيرات وسط العاصمة دمشق (خاص) واستهدفت عملية انتحارية مزدوجة مساء الاثنين الماضي، أحد أهم مراكز استخبارات سلاح الطيران بالقرب من دمشق وأوقعا عشرات القتلى، حسب منظمة سورية غير حكومية. ونفى مصدر في الأجهزة الأمنية هذه الحصيلة، مؤكدا أن الاعتداءات أحبطت. وقال المتحدث إن بان "دان بشدة هذه الاعتداءات الإرهابية المنسقة في دمشق، التي أوقعت العديد من القتلى والجرحى". وأضاف أن بان أعرب أيضا عن "قلقه على مصير المعتقلين" الذين كانوا في الأبنية المستهدفة. وأوضح أن بان "يخشى من أن تخلق دورة العنف في سوريا أرضية مناسبة للإرهاب وللنشاطات الإجرامية من أي نوع كانت". وقال المتحدث، أيضا، إن بان جدد التأكيد على أن "ضرورة توقف كل أعمال العنف" وان الحل الوحيد للنزاع هو سياسي داعيا الطرفين إلى "التنسيق بشكل وثيق" مع وسيط الأممالمتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي. من جهتها، شنت القوات السورية هجوما نهائيا على مدينة حمص وسط البلاد، حسب ما أفادت، أمس الأربعاء صحيفة، سورية مقربة من السلطة. وفي الوقت نفسه، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بقصف مكثف على الأحياء، التي يسيطر عليها المعارضون في مدينة حمص والمحاصرة منذ أشهر من القوات النظامية. وذكرت صحيفة الوطن السورية المقربة من السلطة أن حمص "قد تعلن خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة محافظة آمنة بعد تقدم نوعي للجيش على كافة المحاور في المدينة وريفها". ويستخدم الإعلام الرسمي السوري عبارة "مناطق آمنة" في كل مرة تكون القوات النظامية في طور القيام بعملية عسكرية كبيرة في منطقة معينة ل"تطهيرها من الإرهابيين". وأبلغ مصدر عسكري سوري وكالة فرانس برس، الأحد الماضي، أن القوات النظامية بدأت حملة للسيطرة على معاقل المقاتلين المعارضين في حمص وريفها، وتأمل في إنهائها قبل نهاية الأسبوع الجاري. وتتعرض المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون في مدينة حمص وريفها منذ خمسة أيام إلى هجوم شامل من القوات التي اقتحمت بعض أحياء المدينة وبعض القرى في الريف، بحسب ناشطين معارضين ومصادر عسكرية سورية. وتعرض حي الخالدية في المدينة للقصف بالطيران الحربي للمرة الأولى الجمعة الماضي، وأعلن التلفزيون الرسمي السوري أن القوات السورية دخلت أجزاء كبيرة من الحي. وذكرت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم، أمس الأربعاء، أن القوات النظامية قضت "في كمين لها على عدد كبير من الإرهابيين حاولوا الهروب من منطقة الخالدية إلى منطقتي جورة الشياح والغوطة (...) مستخدمين مجارير الصرف الصحي". وأفادت صحيفة الثورة الحكومية ب "تطهير" شارع الخندق في حي باب هود في مدينة حمص والقضاء على عدد من الإرهابيين "من جنسيات مختلفة". وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بريد إلكتروني إن "القصف تجدد على أحياء الخالدية وجورة الشياح وأحياء حمص القديمة من القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام هذه الأحياء المحاصرة وفرض سيطرتها عليها". وقال الناشط أبو بلال الحمصي الموجود في حمص القديمة عبر سكايب لوكالة فرانس برس "إننا محاصرون كليا، ولا منفذ أمامنا". وطالب المرصد المنظمات غير الحكومية بإرسال المساعدات، مشيرا إلى أن "المستشفيات تغص بالجرحى، الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية ويجب إخلاؤهم". وحاولت اللجنة الدولية للصليب الأحمر دخول مدينة حمص مرارا من دون جدوى. من جهة أخرى، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الجيش السوري يرسل تعزيزات باتجاه مدينة معرة النعمان، التي سيطر عليها المعارضون المسلحون. وقال رئيس المرصد رامي عبد الرحمن إن "مروحيات ترافق هذه التعزيزات" دون أن يتمكن من إضافة أي تفاصيل. وكان المرصد ذكر أن القوات النظامية انسحبت من كل الحواجز داخل معرة النعمان باستثناء حاجز واحد عند مدخلها بعد معارك استمرت 48 ساعة. وأشار إلى الأهمية الاستراتيجية للمدينة التي تمر بها حكما "كل تعزيزات النظام في طريقها إلى حلب".