نجحت المصالح الأمنية بمراكش، في وضع حد لجدل طويل، انطلقت تفاصيله منذ العثور على الراحل أحمد عمار الناشط في صفوف حركة 20 فبراير وهو جثة هامدة، وسط قارعة الطريق بشارع محمد السادس. شهرة الضحية كعضو نشيط بالحركة، وحساسية مسرح الموت التراجيدي المتوقع في قلب المنطقة السياحية بالمدينة، خلفا مساحة شاسعة من التأويلات والتفسيرات، ووضع المصالح الأمنية في موقف حرج وهي تجاهد للإمساك بأي خيط من شأنه فك " سرابة" حقيقة ما وقع. مساء أول أمس الخميس شكل منعطفا حاسما في درب القضية، حين استطاع الجهاز الأمني بالمدينة الوصول للخبر اليقين، وإماطة اللثام عن ملامح الفاعل الحقيقي. التحريات الكثيفة التي امتدت لتطال العديد من الأشخاص والمواقع وكذا المحلات الصناعية والتجارية، وقفت عنذ معلومة أساسية اعتبرت نقطة ارتكاز محورية في مجريات البحث والتحقيق. فقد أجمعت الشهادات والمعلومات على مشاهدة سيارة من نوع بوجو407 سوداء اللون، كانت تمخر عباب الشارع لحظة وقوع الوفاة، مع سماع دوي ارتطام شديد فتح الباب على مصراعيه أمام فرضية وقوع حادثة سير. المعلومة الثانية التي توجه بوصلة سياقة السيارة المذكورة نحو الجنس الناعم ، وترفع أصابع الإشارة اتجاه فتاة كانت تجلس خلف مقود البوجو، مكنت من تضييق مساحة البحث وحصرها في زاوية زبونات الملاهي الليلية المؤثثة لفضاءات المنطقة، كاميرا المراقبة الخاصة بأحد هذه المحلات قدمت تفاصيل حاسمة، من خلال رصدها الدقيق للجدول الزمني لإحدى الزبونات وتوقيت ولوجها ومغادرتها للمكان. توفر المعنية على سيارة خاصة تطابق كل المواصفات السالفة ، صنفها في خانة المشتبه الأول والرئيسي،وجعل التحقيق يصب عليها جام تحرياته وتمحيصاته، وبالتالي العمل على مقارنة قياسات عجلات سياراتها مع آثار عجلات ارتسمت على إسفلت الشارع حيث تم العثور على الجثة. كل هذه القرائن العلمية، بالإضافة إلى معطيات شخصية أخرى تم تجميعها من خلال البحث، تم وضعها أمام الفتاة المعنية ومحاصرتها بها، ماجعل كل محاولات إنكارها لأية علاقة لها بالوفاة ،تنهار أمام قوة الحجة والبرهان، وبالتالي تأكدها بأنه " لايصح إلا الصحيح"واعترافها بمسؤوليتها في إزهاق روح الناشط الفبرايري. أسباب النزول حددتها تصريحات المتهمة، في كونها كانت تقود سيارتها البوجو ،ومدركاتها العقلية مثقلة بمخلفات السهرة بالملهى الليلي، حين انتبهت على الشعور بارتطام هيكل السيارة بشيء لم تستوعب ماهيته وجوهره، لتقرر تحت تأثير وضعها آنذاك الاستمرار في طريقها والابتعاد عن المكان دونما حاجة للتوقف . اعترافات طوقت الفتاة الثلاثينية بشرنقة التوقيف والوضع تحت الحراسة النظرية، في أفق إحالتها على النيابة العامة،معانقة تهمة ارتكاب حادثة سير مميتة مع جنحة الفرار ، ليسدل بذلك الستار عن فصول قضية أثارت العديد من ردود الأفعال المتباينة. إسماعيل احريملة