كان حضورهم كالعادة لافتا في المسيرة الحاشدة المنظمة من طرف حركة العشرين من فبراير للأحد الماضي 12 يونيو، وقبل يوم من ذلك أمام حيهم العشوائي الذي لايبعد كثيرا عن أحياء راقية بالمدينة. المئات من نساء ورجال وأطفال دوار البرادعة وهو من أقدم التجمعات الصفيحية ألفوا منذ ما يزيد عن شهر تقريبا الخروج في موعد أسبوعي للتظاهر، والاحتجاج للمطالبة برفع التهميش عنهم، وإنصافهم من خلال برامج إسكان حقيقية، تأخذ بعين الاعتبار وضعية حيهم السكني الذي استمر لعقود طويلة. « واك واك على شوهة، الفيلا والبراكة »، «سوا اليوم سوا غدا السكن ولابد» « البرادعة غاضبة من الوعود الكاذبة » شعارات ترددت أثناء مظاهرة السبت ومسيرة الأحد الماضيين، وهي تحمل إصرار الساكنة في انتزاع الوعود التي قدمها المسؤولون المحليون إلى القاطنين، تقضي بقرب انتشالهم من بؤر الصفيح، إلا أن واقع الحال، واستمرار سياسية الصمت واللامبالاة، مافتأت تعصف بأحلامهم البسيطة في القطع مع مشاكلهم الاجتماعية المتفاقمة.« احتجاجاتتنا ستستمر مادامت سياسة الارتجال التي ينهجها المسؤولون عن الملف متواصلة في التعاطي مع مطالبنا في السكن اللائق «يقول أحد السكان في معرض تعليقه على خروجهم المتكرر الأسبوعي في نفس المكان والزمان، أمام صعوبة التكهن بمستقبل القضاء على دور الصفيح بالمدينة، والذي سبق أن حدد له سقف نهاية سنة2008، لكن لم يتم احترامه نظرا لطبيعة المشاكل والاكراهات التي تعترض البرامج الاسكانية في عدد من التجمعات والدواوير بالمدينة. السكان المتضررون لم يكتفوا بالتظاهر بل لقد اتهموا ومن خلال شكايات موجهة إلى عدة جهات وجميعات حقوقية، التلاعب المستمر ببرامج المخصصة لإسكانهم، فما إن تقدم لهم وعود ترمي إلى إعادة الهيلكة للأراضي التي يقطنونها، وتجهيزها بالتجهيزات الضرورية من طرق وقنوات الصرف الصحي والإنارة، حتى ينقلب الوضع رأسا على عقب، في فترة قياسية، ليتم التخلي عن البرنامج كلية، والسعي من جديد إلى تبني خيار نزع الملكية، لترحيلهم نحو مناطق إسكان جديدة، خاصة أن العقار المذكور يقع في منطقة يسيل لها لعاب لوبي العقار بالمدينة. الأحياء المعنية بإعادة الهيكلة، أوضحت بشأنها شهادات السكان سواء بالبرادعة والشحاوطة، أن قاطنيها ظلوا يؤدون واجبات كرائها من طرف أصحابها لمايزيد عن ستين سنة، وبالتالي فهم ليسوا بمحتلين للعقارات المذكورة، مما حذا بهم إلى التشبت ببرنامج إعاد الهيكلة، كما قاموا وبموازاة مع احتجاجاتهم بمراسلة العامل، من أجل فتح حوار جاد حول مطالبهم ، وهم يترقبون أن يفتح المسؤول أبوابه في وجه ممثليهم ، لايجاد مقاربة جديدة في التعاطي مع مطالبهم الاجتماعية والإنسانية.