الظاهر أن ابن كيران استشعر الخطر مجددا على تماسك أغلبيته الحكومية، ليدعو على عجل لاجتماع مفاجىء لقادة الأغلبية الحكومية، بعد يوم واحد على الانفجار، الذي خلفه امحند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية بالتهديد بالخروج من الحكومة في حال ما أحس أن موقع حزبه أصبح على الهامش داخل الأغلبية وأنه لا يشارك في القرارات الكبرى للبلاد، حتى دعا ابن كيران لاجتماع قادة الأغلبية الحكومية. ابن كيران، الذي لا يريد لسيناريو انسحاب حزب الاستقلال من النسخة الأولى من الحكومة أن يتكرر مرة أخرى، قال في تصريح هاتفي "للأحداث المغربية" إنه التقى بقادة الأغلبية الحكومية صلاح الدين مزوار وامحند العنصر ونبيل بنعبد الله في ضريح محمد الخامس ليلة الأحد الماضي، في تخليد ذكرى وفاة الحسن الثاني، ليتم الاتفاق على عقد لقاء مساء الثلاثاء. ابن كيران كشف أن اجتماع ليلة أمس الثلاثاء لم يكن مهيأ له ولم يكن حتى مسبوقا بجدول أعمال محدد. رئيس الحكومة، استبعد في نفس حديثه مع الجريدة أن يعود قادة الأغلبية لفتح ملف التقاعد أو المقاصة، في المقابل قال إن جميع ما راج خلال هذه الأيام سيتم فتحه دون أن يستثني ما صرح به امحند العنصر في دورة المجلس الوطني لحزب الحركة الشعبية وعدم رضاه عن طرق تدبير خلافات الأغلبية، وتغييب حزبه عن القرارات الحكومية الكبرى. تصفية الأجواء بعد تصريحات العنصر، حتى وإن كان ابن كيران لا يريد أن يجعل منها الملف الطاغي في الاجتماع المنتظر أن يكون قد عقد مساء يوم أمس الثلاثاء، إلا أن مصادر داخل الأغلبية الحكومية رجحت أن تكون "الركن الركين" في اجتماع ليلة أمس، "إن لم تكن الوحيدة ضمن جدول اللقاء الاستثنائي الذي طلبه ابن كيران عشية مشاركته رفقة قادة الأغلبية في تخليد ذكرى رحيل الحسن الثاني. المصادر ذاتها لم تخف أن ابن كيران نفسه انزعج من تصريحات امحند العنصر وهجوماته اتجاه الأغلبية. إلى ذلك لم تستبعد مصادر "الأحداث المغربية" أن يتم الاتفاق على موعد لتقديم المحصلة النهائية لمراجعة أولويات البرنامج الحكومي، عقب التحاق حزب التجمع الوطني للأحرار بالتحالف الحكومي، بعدما شارفت اللجنة المكونة من وزراء في الحكومة وقياديين في الأحزاب الأربعة المشاركة في الأغلبية الحكومية الجديدة على الانتهاء من صياغتها.