خيار التحاق حزب التجمع الوطني للأحرار بأغلبية عبد الإله ابن كيران ، أصبح محط إجماع بين المكونات الثلاثة المتبقية من التحالف الحكومي الذي غادره حزب الاستقلال. الإجماع على حزب التجمع الوطني للأحرار جاء على لسان رئيس الحكومة نفسه، حتى قبل أن يحدد موعد المشاورات. عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة، قال في تصريح هاتفي "للأحداث المغربية" بشأن احتمال التحاق أكثر من حزب بالتحالف الحكومي الجديد الذي سيعوض انسحاب الاستقلاليين من الحكومة : "الراحج لدينا هو التجمع الوطني للأحرار وهذا لن يمنعنا من فتح المشاورات مع باقي الأحزاب". ابن كيران أضاف في نفس حديثه مع الجريدة أن "اجتماعا رسميا مع الإخوان في الأغلبية سيعقد اليوم( يقصد أمس الجمعة) قبل بدء المشاورات". والظاهر أن توقيت المشاورات السياسية مع الأحزاب لم يحدد بعد، رئيس الحكومة قال في نفس تصريحه "إن توقيت بدء هذه المشاورات لم يحدد بعد وقد يحدد في اجتماع الأغلبية". وينتظر أن يكون عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة، قد اجتمع مساء أمس الجمعة، في آخر لقاء رسمي له مع كل من نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية وامحند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية المتبقيين إلى جانبه في الأغلبية الحكومية. الاجتماع الذي تعذر عقده في موعده لالتزامات عبد الإله ابن كيران ، سيكون آخر اجتماع قبل صياغة العرض الذي سيقدمه حلفاء ابن كيران لقيادة التجمع الوطني للأحرار من أجل تعويض حزب الاستقلال في مقاعد الحكومة. والظاهر أن ابن كيران وحلفاءه المتبقين في الأغلبية الحكومية، قد وضعوا خيار التحاق التجمع الوطني للأحرار بالتحالف الحكومي خيارا وحيدا أمامهم ودونه الانتخابات السابقة لأوانها. حزب التقدم والاشتراكية الحليف المقرب من ابن كيران خلص في اجتماع مكتبه السياسي الأخير إلى أن حزب الكتاب لن يكون مشاركا في أغلبية بأي لون وأي طعم. أحد قياديي التقدم والاشتراكية قال إن قيادة الحزب أبلغت ابن كيران بالرفض المطلق لأي تحالف مع غير التجمع الوطني للأحرار، ووضعت أمامه ورقة استعدادها للذهاب إلى انتخابات مبكرة، رغم "قناعة قيادة الحزب، بالكلفة المالية والسياسية لهذا الخيار"، على حد قول نفس القيادي. قناعة التحالف مع التجمع الوطني للأحرار لوحده لم يناد بها التقدم والاشتراكية لوحده، حزب الحركة الشعبية هو الآخر أظهر تمسكه بحل التحالف الوحيد مع التجمعيين، وإن كان الحزب بحسب رواية قيادييه لم يفرض على ابن كيران شروطا في المقابل. التحالف مع التجمع الوطني للأحرار دون سواه، لا يظهر أنه المطلب الوحيد لحلفاء ابن كيران المتبقين بعد انسحاب حزب الاستقلال، الحقائب الوزارية تشكل هما ثانيا بالنسبة لهم. عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ذاته قال في تصريحه ل « الأحداث المغربية» إن "من حق الملتحق الجديد بالأغلبية المطالبة بمناقشة برنامج الحكومة وهندستها، ولكن ليس على حساب التقدم والاشتراكية". ورغم أن عددا من المقربين نفوا أن تكون اللقاءات غير الرسمية التي عقدها عبد الإله ابن كيران مع امحند العنصر ونبيل بنعبد الله قد خاضت في موضوع توزيع الحقائب الوزارية، إلا أن نفس المصادر قالت إن هناك تطيمنات من ابن كيران لحليفيه في الأغلبية الحكومية بالدفاع عن وضعهما الحالي في الحكومة، ما يعني الاحتفاظ بنفس عدد الحقائب الوزارية التي تتقلدها الأحزاب الثلاثة، فيما ستؤول الخمس وزارات المتبقية لصالح التجمع الوطني للأحرار في حال التحاقه بالتحالف الحكومي مضافا إليها رئاسة مجلس النواب