كشفت مصادر جيدة الاطلاع في الأغلبية أن عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، سيدشن ابتداء من يوم الجمعة القادم مشاوراته مع الأحزاب السياسية، و في مقدمتها حزب التجمع الوطني للأحرار، لترميم حكومته، فيما ينتظر أن يستبق لقاءه بصلاح الدين مزوار بعقد لقاء تنسيقي أخير مع كل من امحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، ومحمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، يومه الأربعاء. كما أشارت مصادر من الأغلبية أن اجتماع بنكيران بحلفائه يروم التنسيق قبل انطلاق مشاورات تشكيل النسخة الثانية من حكومته، التي حدد زعماء الأغلبية خلال اجتماع جمعهم الجمعة الماضية هذا الأسبوع موعدا لانطلاقها. وحسب مصادرنا، فإن الاجتماع المرتقب بين قادة أحزاب الأغلبية الثلاثة يأتي بعد أن اضطر بنكيران، أول أمس الثلاثاء، إلى تأجيل اجتماعه بحلفائه بسبب مشاركته في مراسيم استقبال الملك الإسباني خوان كارلوس، مشيرة إلى أن هذا الاجتماع يبقى حاسما لأنه سيستبق لقاء رئيس الحكومة مع قيادة التجمع الوطني للأحرار، كما سيشكل آخر اجتماع تنسيقي قبل الاستماع إلى شروط مزوار للالتحاق بالأغلبية الحكومية. ويأتي اجتماع زعماء الأغلبية بعد اجتماع أول تم في فيلا بنعبد الله، يوم الجمعة الماضية، كان على رأس جدول أعماله استشراف سيناريوهات ما بعد تنفيذ الاستقلاليين لقرار الانسحاب من الأغلبية بتقديم خمسة وزراء لاستقالاتهم من حكومة بنكيران. وحسب مصادر من الأغلبية، فقد كان لافتا خلال اجتماع الماضي توجه قيادة الأحزاب الثلاثة نحو تغليب سيناريو تشكيل أغلبية جديدة واستبعاد باقي السيناريوهات، لاسيما تنظيم انتخابات سابقة لأوانها باعتبارها ليست في مصلحة البلاد. ووفقا لمصادر «المساء»، فإن زعماء الأغلبية انتهوا خلال مناقشاتهم التي سبقت اجتماع الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، السبت الفارط، إلى تحديد خريطة طريق لترميم حكومة بنكيران، من خلال توضيح معالم حليفهم القادم، مشيرة إلى أن اقادة الأغلبية اتفقوا على أن تتم مشاورات تشكيل النسخة الثانية من الحكومة مع «أهم الأحزاب في المشهد الحزبي وليس جميعها». واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن الاجتماع كشف بالملموس أن التوجه الأول للأحزاب الثلاثة هو التحالف مع الأحرار لاعتبارات موضوعية عدة، لافتة الانتباه إلى أن قيادات الأغلبية لم تضع شروطا أو عرضا محددا ستقدمه لمزوار خلال المشاورات، وإنما اكتفت بتحديد المبادئ الكبرى، وهي المبادئ التي رفض زعيم حزب أغلبي تحديد طبيعتها. مصادرنا قالت إن بنكيران سيتوجه للجولة الأولى من المشاورات مع مزوار للاستماع فقط إلى «ما في جعبته من شروط»، دون إثارة الحقائب الوزارية، على أن يعود إلى الأغلبية لعقد اجتماع جديد يطلع قادتها فيه على ما أسفر عنه لقاؤه بحليفه المحتمل.