تغير مجرى حياته كليا بمجرد حظوه بشرف استقباله من قبل جلالة الملك محمد السادس خلال زيارته السنة الماضية لجمهورية الكوت ديفوار ضمن زيارة رسمية قام بها جلالته لمجموعة من دول إفريقيا الجنوبية، بعد أن قدم في حضرته فقرة كوميدية لا تتعدى مدتها الزمنية ثلاث دقائق.. حينها تذوق الفنان المغربي الشاب الطاهر لزرق المشهور بلقب «ولاس» طعما آخر للنجاح. «الأحداث المغربية» التقت «ولاس» وأجرت معه حوارا حول مسيرته الفنية. * هل ولدت بالكوت ديفوار أم بالمغرب؟ ** حل والدي بالكوت ديفوار سنة 1956، فيما ولدت بمدينة الدارالبيضاء خلال عطلة صيفية اختار والداي حينها قضاءها في المغرب، وبعدها بشهرين عاد والداي إلى الكوت ديفوار مجددا فيما ظللت في الدارالبيضاء حوالي اثنتي عشرة سنة حيث درست هناك، وبعدها عدت مجددا للكوت ديفوار حيث أكملت دراستي هناك. *متى بدأت مسيرتك الفنية؟ **أنجزت قرصا مدمجا يتضمن سكيتشا تبلغ مدته الزمنية عشرين دقيقة، عملت على توضيبه وقدمته للعديد من الأًصدقاء وبالصدفة وقع بين يدي المشرف على الصوت لمسرحية «شاورما ستوري»، حيث شاهد العمل وبعد أن حظي بإعجابه كلمني هاتفيا وطلب مني أن أقدم الفقرة الأولى التي تسبق عرض المسرحية الذي تزامن مع تاريخ 31 أكتوبر من سنة 2007.. وبالفعل قدمت الفقرة أمام حضور بلغ عدده 750متفرجا، وبعدها رأيت بمحض الصدفة ملصقا لفنان ساخر حل بالكوت ديفوار لتقديم عرضه الساخر بدعم من قناة «كنال أوريزون»، فكاتبته عبر موقعه على الأنترنت أطلب فيه لقاءه، لتحدث المفاجأة من خلال مكالمته لي هاتفيا يخبرني أنه سيقدم عروضه على امتداد أربعة أيام ومن جهتي أعربت له عن رغبتي في تقديم الفقرة الأولى السابقة لانطلاق عروضه.. بعد ذلك، اتفقنا على موعد مرتقب بعد حلوله بالكوت ديفوار في 16 من يناير 2008 واتفقنا على لقاء قدمته ضمنه عرضي الساخر، فأعجب بالعرض ومنحني 12 دقيقة لأقدم فقرتي قبل عرضه الساخر، وذلك ماكان حدث فعلا على امتداد أربعة أيام متوالية وكانت التجربة ناجحة.. وبعدها بشهرين في شهر مارس من نفس السنة، سجلت إطلالة تلفزيوني من خلال برنامج خاص بي يسلط الضوء على مسيرتي الفنية عني، كما تلقيت عرضا لتقديم الفقرة الأولى من عرضين فنيين قدمهما الفنان الكبير أنريكو ما سياس في شهر أبريل من نفس العام على مستوى الكوت ديفوار .. وهي التجربة التي كانت متميزة وناجحة ومناسبة للقائي وتعرفي على العديد من المنتجين، لتبدأ مشاركاتي في العديد من المناسبات الخاصة على غرار حفلات الزفاف التي كنت أرفضها في البداية.. وبدأت مرحليا في الانتشار الجماهيري، وبعدها أحدثنا «نادي أبيدجان للكوميديا» على غرار ذلك الذي يشرف عليه جمال الدبوز، وساعدنا في ذلك ممولون ومستشهرون إيفواريون ومغاربة، وتمكنا بفضل مجهوداتنا من تطوير ذواتنا وتحقيق نتائج إيجابية بعد ثلاث سنوات من الاشتغال في هذا المجال.. لكني انسحبت من تجربة «نادي أبيدجان للكوميديا» وبعد فترة لتغير تصوره الذي انطلق وفقه في البداية.. * هل تعتبر نفسك مواطنا إيفواريا أو مغربيا؟ ** المغرب هو بلدي الأم والأرض التي استقبلتني، والكوت ديفوار هي التي استقبلتني ومنحت لي الدعم والعون، لهذا لا يمكنني الاختيار بينهما أبدا لأنهما أساسيان بالنسبة إلي.. * كيف تروي تفاصيل استقبالك من قبل الملك محمد السادس خلال زيارته بالكوت ديفوار؟ ** تلقيت اتصالا هاتفيا من قبل المسؤولين على شركة تواصل كبيرة في الكوت ديفوار، أخبروني أنهم يرغبون في أن أقدم عرضا ساخرا لا تتعدى مدته الزمنية ثلاث دقائق، فاندهشت لقصر المدة ولكني قبلت فورا عندما علمت أن الأمر يتعلق بالعشاء الذي أقامه الرئيس الإيفواري على شرف جلالة الملك محمد السادس بمناسبة زيارته للبلد.. قبلت فورا وشكل الأمر بالنسبة إلي تحديا كبيرا، لأن المثول أمام جلالة الملك والتشخيص لفائدته أمر في غاية الصعوبة.. لهذا تملكني الخوف والرهبة قبل دقائق من وقوفي على الخشبة، وخلال الدقائق الثلاث للعرض كنت أسترق النظر إلى جلالة الملك وشاهدته يضحك.. انتهى العرض وعدت إلى البيت بشكل عادي، لأتلقى في اليوم الموالي مكالمة هاتفية من قبل شخص يخبرني بأنه جمال الدبوز، وهو ما لم أصدقه في البداية قبل التأكد من حقيقة الأمر بعد سحب «بادج» وتركه لصالحي في قصر الثقافة… حينها فقط أيقنت أن المسألة جدية تتعلق فعلا بجمال الدبوز، الذي أخبرني حين لقائنا بأن مستوى العرض الذي قدمته أمام جلالة الملك جيد وأنه يريدني أن أقدم فقرة خلال عرضه الكوميدي الذي سيقدمه في اليوم الموالي بالكوت ديفوار.. كما وعدني بالمشاركة في مهرجان مراكش للضحك، وذلك ما حدث فعلا دون إغفال دعوتي للمشاركة في مهرجان موازين للسنة الماضية.. وبعدها في اليوم الموالي للقائي بجمال الدبوز، اتصل بي والدي مساء يخبرني بأنه تلقى مكالمة هاتفية من قبل السفير المغربي بالكوت ديفوار يخبره فيها بقرار جلالة الملك لاستقباله رسميا لي، لم أستوعب الأمر في البداية. واستقبلني جلالته فعلا ودامت مدة حوارنا حوالي عشرين دقيقة، أخبرني فيها أنه أعجب بعرضي وذكرني ببعض المقاطع التي تضمنها.. أمر مؤكد أن استقبال الملك لك منحك قوة ودعما ودفعة نحو الأمام في مسيرتك الفنية.. أكيد، لقد منحني استقبال جلالة الملك ثقة كبيرة في النفس، حيث قدمت بعد هذا الاستقبال عرضا فنيا خلف أصداء جيدة من الناحية الجماهيرية.. إكرام زايد مبعوثة "الأحداث المغربية" إلى أبيدجان