أعلنت عمالة إقليمالرشيدية بواسطة قرار عاملي رقم 1بتاريخ 3 يناير الجاري، أن كل الجماعات التابعة لنفوذها «مناطق منكوبة» بفعل عوامل الجفاف الهيكلي، الذي تجتازه جميع مناطق الإقليم برسم الموسم الفلاحي، وذلك بناء على تقرير المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتافلالت تحت عدد 2678 بتاريخ 26 دجنبر 2013 حول الوضعية الفلاحية الناجمة عن آثار الجفاف، وبناء على تقرير وكالة الحوض المائي كير، زيز وغريس رقم 902 بتاريخ 3 دجنبر 2013 حول الحالة الهيدرولوجية للإقليم لسنتي 2012 و 2013. الفصل الثاني من القرار العاملي، يؤكد أن المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتافلالت بالرشيدية، وجميع المصالح المختصة كل في حدود اختصاصاته، مكلفة بتطبيق هذا القرار فيما يتعلق بالمساعدات، التي تمنحها الدولة، وكافة التدابير الرامية إلى التخفيف من الأضرار الناجمة عن ظاهرة الجفاف. وللسنة الثالثة على التوالي تعاني مناطق الجنوب الشرقي من ندرة حادة في التساقطات المطرية، رغم ما عرفه المغرب من تساقطات مطرية أعادت للفلاحة الداخلية آمالا كبيرة لإنجاح الموسم الفلاحي الحالي. واحة تنجداد ضمن هذه المناطق الأكثر تضررا بحكم اعتمادها على مياه الفيض والمياه الجوفية، حيث أن كثرة المضخات وانتشارها عبر ربوع فركلة، بما فيها المناطق السكنية، أدت إلى خصاص حاد في المياه الباطنية، التي تعد المورد الوحيد المغذي لنخيل الواحة، مما تسبب في بداية فقدان الواحة لعافيتها، التي استعادتها في السنوات الأخيرة. ويعاني إقليمالرشيدية عامة من ندرة حادة في التساقطات المطرية للسنة الثالثة على التوالي. ويتجلى ذلك في الضرر الواضح الذي أصاب المناطق الزراعية والواحات، التي أصبحت لا توحي بمظاهر الحياة بعد مرور ثلاث سنوات من دون تساقطات، حيث مظاهر الجفاف والعطش، صارت بادية على مزارع المنطقة الجنوبية الشرقية من المملكة بسبب ندرة مياه الري، ما دفع العديد من الفلاحين إلى أن يحجموا على زراعة مختلف الحبوب المعيشية للموسم الفلاحي الثالث على التوالي. سد الحسن الداخل المشيد على وادي زيز منذ سنة 1973، والذي كان قد عرف سنة 2008 أعلى حقينة مائية بنسبة مائة في المائة، بينما وصلت هذا الموسم إلى أدنى مستوى، حيث لم تتجاوز النسبة 15 بالمائة، ما ينذر بكارثة بيئية إذا ما لم تجد السماء بأمطار الخير هذا الموسم. ندرة المياه شملت كذلك الإنسان. ففي منطقة تنجداد وأليف على سبيل الذكر، يضطر السكان إلى نقل المياه عبر صهاريج لتزويد سكان الدواوير المتضررة من العطش، كما هو الشأن بدوار الخربات وامصيصي. آثار الجفاف أصبحت بادية على الإقليم والمناطق الجنوبية الشرقية، مما اضطر بعض المزارعين إلى ري الأشجار المثمرة، مثل الزيتون والنخيل بمياه المصاريف الملوثة والمختلطة بالمياه العادمة للواد الحار، الذي يصب في وادي زيز. عبد الفتاح مصطفى/الرشيدية