"تبارك الله عليهم, ربي يحضيهم…تبارك الله علينا ربي يحضينا"…"أنا يا سيدي كانبغي راي إسحاق, و رابي إسحاق تاهو تايبغيني", على إيقاع هذه الأهازيج و غيرها, احتضن بداية الأسبوع الحالي, ضريح "إسحاق أبي حصيرة" بقرية تولال, بإقليم ميدلت احتفالات الطائفة اليهودية بموسم الهيلولة. احتفالات هذه السنة التي حضر علي خليل, عامل إقليم ميدلت, ليلتها الأخيرة، تميزت بإجراءات أمنية مشددة, بسبب ما قال نشطاء محليون إنه تخوف من السلطات من استغلال الساكنة مناسبة الهيلولة لنقل الاحتجاجات التي عرفتها بلدة كرامة مؤخرا إلى قرية تولال التي تبعد عنها بأقل من عشرة كيلومترات.و مع ذلك لم تمنع أنباء هذه الاحتجاجات من توافد عشرات الحجيج اليهود إلى ضريح الولي "إسحاق أبي حصيرة" الذي تحول بالمناسبة إلى فضاء للتعبد و الاحتفال. ففي الوقت الذي يضج فيه المكان بالموسيقى و الأغاني الشعبية حتى مطلع اليوم الموالي, يعمد البعض الآخر من حجيج أبي إسحاق إلى ترديد تراتيل دينية عند سور الضريح, قبل أن يشارك الجميع في طقس إيقاد الشموع, الذي يبدأ بالمزايدة على من ينال إشعال شرف الشمعة الأولى, لينطلق الحجيج بعدها لإضرام نار هائلة بساحة الضريح الذي يتشكل من كنيس ومطاعم و قاعات كبرى للاحتفالات, مسدلين بذلك الستار على احتفالات هذه السنة. من جهة ثانية, قالت مصادر مطلعة ل"الأحداث المغربية"أن الشق التنظيمي يتكلف به أحد أحفاد الولي "إسحاق أبي حصيرة", الذي أوكلت إليه الطائفة اليهودية مسؤولية الإطعام و الإيواء و كذا توفير الذبائح و السهر على تأمين الموسم,و لا تقف مسؤولية الحفيد عند الجوانب التنظيمية بل تتعداها إلى التدبير المالي للضريح و ترميم و صيانة البنايات على مدار السنة. هذا و تتحدث المراجع التاريخية عن أن "إسحاق أبي حصيرة" كان مرجعا في أمور الدين و الدنيا بالنسبة لليهود المرابطين بالسفوح الجنوبية الشرقية ، من تيط نعلي شمالا إلى بوذنيب جنوبا ، و أصبح مدفنه, بعد وفاته في بدايات القرن العشرين, قبلة للآلاف من اليهود الذين يحجون إلى المنطقة من المغرب و إسرائيل و أمريكا الشمالية و أوروبا و أستراليا والذين يواظبون على تنظيم قداس ديني, في شهر يناير من كل سنة, يتخلله ترتيل الأناشيد و توزيع المأكولات و المشروبات و تقديم الذبائح و القرابين.