أحال المكتب الوطني لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، التابع للفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بحر الأسبوع الماضي، مجموعة جديدة من الموقوفين على خلفية خلية «العائدين من سوريا»، على النيابة العامة المختصة بقضايا الإرهاب بمحكمة الاستئناف بالرباط، ويشتبه في علاقة الموقوفين الأربعة بالتخطيط لارتكاب مشاريع وأعمال تخريبية ببعض المدن السياحية من بينها البيضاء ومراكش. وقالت مصادر مطلعة، إن الأبحاث مع الموقوفين على خلفية الخلية الإرهابية الأخيرة، كشفت أن 13 عنصرا، تمكنوا في وقت سابق من دخول الأراضي السورية عبر الشريط الحدودي مع تركيا، للمشاركة في المعارك الدائرة بين نظام بشار الأسد ومعارضيه، وكشفت المعطيات الجديدة أن المعتقلين تلقوا تدريبات على استعمال الأسلحة الخفيفة والثقيلة، وبعد عجزهم عن الالتحاق بالتنظيمات المتطرفة المسلحة ك «داعش» و«شام الإسلام»، نتيجة استعادة قوات النظام السوري سيادتها على مناطق حدودية حيوية، تلقوا أوامر من قياديين مغاربة بجماعات متشددة، بالعودة إلى المغرب، خاصة بعدما أصبحوا على مستوى عال من التنظيم والاستعداد النفسي والتجربة الميدانية. وتم إخضاع العديد من العائدين منهم للمراقبة الأمنية، قبل أن تنتهي الأبحاث إلى إثبات فرضية تورطهم، بتنسيق مع موقوفين آخرين تكلفوا بالسهر على ترتيبات تهجير المرشحين، خاصة بعد ورود أسمائهم في تصريحات أربعة متهمين آخرين عادوا من سوريا، تم الحكم عليهم مؤخرا بما مجموعه 12 سنة. وخلصت أبحاث الفرقة الوطنية إلى أن عودة العناصر المتشددة من سوريا، وارتقاء نشاطهم الجماعي إلى مستوى عال من التنظيم، من خلال تشكيل خلايا متخصصة في الاستقطاب والتهجير والتمويل وإعالة أسر المتطوعين الجهاديين، ثم كمرحلة ثانية، ترشيح عناصر متطرفة للقيام بعمليات انتحارية باستعمال شحنات متفجرة متطورة، شكل استهدافا قويا لأمن واستقرار البلد. وحسب المصادر السابقة، فقد كشفت الأبحاث الأمنية، الأساليب التي يعتمدها المرشحون من أجل الوصول إلى سوريا، حيث يتكلف المنسق الوطني بإجراءات تهجيرهم إلى سوريا، بعد التعرف عليهم عبر الأنترنت، ثم عقد اجتماعات سرية بالبيضاء ومدينة برشيد وخريبكة، وبعد وصولهم إلى تركيا يقوم مرشدون مغاربيون تابعون للتنظيمات «الجهادية» بتركيا، بمساعدتهم عبر تقديم مبالغ مالية، وإلحاقهم بمعسكرات التدريب. وكان الوكيل العام لدى استئنافية الرباط، أحال في الأسبوع الماضي 19 شخصا على قاضي التحقيق، يشتبه في تورطهم في تكوين عصابة إجرامية لارتكاب أفعال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف وعقد اجتماعات دون ترخيص والتزوير واستعماله. وتجدر الإشارة إلى أن مصالح الأمن والدرك والديستي، تمكنت من تفكيك شبكة ينشط أفرادها بمدن سيدي سليمان وسلا والعرائش وتطوان والفنيدق وفاس وخريبكة والناظور والمحمدية وطنجة والرباط وبعض المدن الجنوبية، وسبق لهم تلقي تداريب على استخدام مختلف أنواع الأسلحة والمتفجرات ضمن تنظيمات إرهابية، كما تم إلقاء القبض على معتقل سابق بمقتضى قانون الإرهاب، يشتبه في اضطلاعه بدور أساسي كمنسق على المستوى الوطني لعمليات جمع الأموال وتجنيد المتطوعين للقتال ضمن الخلايا الإرهابية المرتبطة بهذه التنظيمات. محمد كريم كفال