بعد أقل من شهرين على تشكيل «حركة شام الإسلام» بسوريا. المصالح الأمنية المغربية توجه ضربة قوية لهذا التنظيم المغربي، باعتقال حوالي 40 مشتبها به، وتفكيك شبكة إرهابية محلية ذات ارتباطات بالتنظيم المذكور، تنشط بمدن سيدي سليمان وسلا والعرائش وتطوان والفنيدق وفاس وخريبكة والناظور والمحمدية وطنجة والرباط وبعض المدن الجنوبية. وذكر بلاغ لوزارة الداخلية، أنه تم إلقاء القبض على معتقل سابق بمقتضى قانون الإرهاب، يشتبه في اضطلاعه بدور أساسي كمنسق على المستوى الوطني لعمليات جمع الأموال وتجنيد المتطوعين للقتال ضمن الخلايا الإرهابية المرتبطة بهذه التنظيمات، وحسب مصادر خاصة، فمنسق الشبكة الإرهابية، يعمل تحت إمرة ابراهيم بنشقرون زعيم «حركة شام الإسلام»، واعتقل سابقا على ذمة خلية إرهابية في سنة 2005، واتهم بتجنيد مغاربة للقتال داخل العراق. وأفاد البلاغ، أن أفراد الشبكة سبق لهم أن تلقوا تداريب على استخدام مختلف أنواع الأسلحة والمتفجرات ضمن تنظيمات إرهابية، وأضافت مصادر الجريدة، أن الموقوفين لهم علاقة بمشروع إجرامي يهدف إلى زعزعة استقرار المغرب من خلال تكفير المجتمع والمؤسسات، والقيام بعمليات إرهابية بعد عودتهم من سوريا. وعلمت الجريدة من مصادر مطلعة، أن فرقة أمنية تابعة للفرقة الوطنية للشرطة القضائية مدعومة بعناصر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، حلت خلال الأسابيع الأخيرة بمجموعة من مناطق المملكة، من أجل مراقبة بعض العناصر الإرهابية المكلفة باستقطاب وتجنيد شبان للجهاد بسوريا أو الالتحاق ببعض معسكرات التدريب بدول جنوب الصحراء، حيث تم توقيف خمسة أشخاص بتطوان والفنيدق وطنجة، أكدت التحريات المنجزة فرضية انتمائهم لشبكات تسهل عمليات تجنيد واستقطاب المقاتلين. وبحوز مراكش قامت مصالح الدرك الملكي فجر أول أمس، بتوقيف أشخاص متهمين بتجنيد مقاتلين بصفوف الجماعات السلفية الجهادية بسوريا، على مستوى جماعة أوريكا كدوار الحداد السويقة وتكافلا، حيث تم حجز كمية من كتب ومنشورات والأقراص المدمجة والهواتف الذكية، وذلك لفائدة البحث الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، كما تم توقيف 13 شخصا بجماعة اغمات، بالاضافة إلى شخص آخر يتحدر من قلعة السراغنة ويقطن بمراكش، يشتبه في علاقته بالخلية التي سبق لها تجنيد ابن رئيس جماعة بمنطقة أوريكا. وأضافت المصادر ذاتها، أن الأشخاص الذين تم توقيفهم فجر أول أمس ينشطون ضمن جمعيات مدنية يرتكز نشاطها على العمل الخيري والإنساني، وأن المصالح الأمنية أخلت سبيل البعض منهم بعد إجراءات التحقق من الهوية وطبيعة التوجهات الدينية لدى المعنيين . على نفس المنوال أوقفت المصالح الأمنية بمدينة فاس، سبعة أشخاص مشتبه في اعتناقهم للأفكار المتطرفة، حيث تمت إحالة عنصرين منهم على الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بمدينة الدارالبيضاء، فيما تم إخلاء سبيل الخمسة المتبقين بعد انتهاء مسطرة الاستماع إليهم بمقر ولاية أمن فاس. أما بمدينة مكناس، فتم الاستماع إلى خمسة أشخاص، تم نقل ثلاثة منهم إلى مقر الفرقة الوطنية بمدينة الدارالبيضاء لاستكمال التحقيق معهم، فيما أخلي سبيل اثنان منهم بعد الاستماع إليهم . وأضاف المصدر ذاته أنه سيتم تقديم المشتبه فيهم إلى العدالة فور انتهاء إجراءات البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة. وسبق لإبراهيم بن شقرون، المعتقل السابق بغوانتنامو، والملقب ب (أبو أحمد المهاجر)، والذي أعلن سابقا عن تشكيل منظمة جهادية جديدة تتكون من المغاربة بشكل كامل بريف اللاذقية في سوريا، أن دعا إلى استقطاب شباب مغاربة لقتال النظام السوري، وهو ينذر بأن تداعيات ما يجري في سوريا، سيكون لها تبعات إضافية على الأجهزة الأمنية المغربية، عندما يعود المقاتلون المتطرفون إلى المغرب، حيث رجحت تقارير أمنية، أن يحاول بعض العائدين إقامة خلايا جديدة في المغرب، عبر تجنيد آخرين داخل الأحياء الفقيرة في المدن، أو الانتقال إلى تنظيمات مسلحة تنشط بدول الجوار. يذكر أنه منذ تفجيرات الدارالبيضاء الإرهابية في ماي 2003 التي خلفت 33 قتيلا سنة 2003 إضافة الى مقتل 12 انتحاريا، أعلنت السلطات الأمنية عن تفكيك حوالي 130 خلية ومجموعة إرهابية.