«جثا على ركبتيه، وسجد سجدتين حمدا وشكرا، هو الذي وجد نفسه يبعث من جديد بعد أن أحاطت به الموت من كل جانب».. كانت هذه حالة الشاب الذي استقل الحافلة من مدينة البهجة، عاصمة النخيل يحمل في نفسه فرحة للقاء مولود بشرته زوجته بقدومه إلى الحياة، فشد الرحال من مراكش ليصل إلى القنيطرة بعد أن استقل حافلة تربط مراكش ومقر سكنى أسرته.. لكن الأب الحديث الولادة الذي وجد نفسه يصارع داخل الحافلة من أجل النجاة، كاد أن يعد دقائق حياته الأخيرة قبل أن يعانق مولوده الجديد، ويحمل بين يديه. كان يقف مشدوها، تتلعثم الكلمات بين شفتيه، هو الذي خرج من حادثة سير خطيرة أحالت الحافلة إلى مجرد ركام من الحديد، بعد أن تهشمت مقدمتها بالكامل.. لأن حرب الطرق تأبى أن تضع أوزارها على الطرقات والشوارع الرئيسية بالمغرب.. وصلت تعزيزات كبيرة لعناصر الدرك الدرك الملكي من مختلف الرتب والمراكز، لتحل بالمكان تسهيلا لعمليات المرور، والحيلولة دون تعثر حركة السير وانقطاعها جراء الحادثة التي أرهبت المسافرين، وأدخلت الرعب في نفس كل من وقع نظره على الحالة التي سارت إليها حافلة الركاب التي تحمل اسم «سفر سعيد/ bon voyage»، لم يكن كذلك مساء الاثنين الماضي. فاجعة جديدة شهدتها النقطة الكيلومترية (7+6) على الطريق السيار (A3) الرابط بين مراكشوالبيضاء. وقد أدت الحادثة إلى وفاة سيدة مغربية تقيم بالديار الإسبانية بعد انقلاب الحافلة، ما تسبب في إصابة حوالي 33 شخصا، إصابات 16 منهم «خطيرة». فعند مدخل مدينة «بوسكورة» كانت الفاجعة التي اعتبر من نجا منها نفسه «محظوظا»، وكتب له عمر جديد، انقلبت الحافلة حوالي الساعة الثالثة و45 دقيقة من بعد زوال يوم الاثنين . وأفادت من الدرك الملكي الذي حضرت بتعزيزات مهمة، أن الحادثة وقعت عندما انقلبت حافلة لنقل الركاب اعتادت تأمين رحلاتها بين مدينتي مراكشوالقنيطرة،. وتضاربت الآراء حول الأسباب التي أدت إلى وقوع الحادثة، حيث تركزت حول خطإ للسائق في الاجتياز أثناء محاصرته بإحدى وسائل النقل. في الوقت الذي ذكرت بعض المصادر من الركاب أن السرعة التي كانت تسير بها الحافلة ساهمت في وقوع الحادثة. وقد سخرت مصالح الوقاية المدنية شاحنة لإخماد النيران التي اندلعت في الحافلة، وست سيارات إسعاف لنقل الجرحى إلى المركز الجامعي الاستشفائي ابن رشد بالدار البيضاء، فيما تم نقل جثة الضحية إلى مستودع الأموات. رشيد قبول