لقاء رفيع المستوى يجمع اليوم الجمعة بالبيت الأبيض بين جلالة الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي باراك أوباما. الإجتماع الذي حدد له المسؤولون عن البروتوكول بالرئاسة الأمريكية مدة ساعتين سيكون مليئا بأجندة مواضيع ذات أهمية بين البلدين على رأسها الشراكة الاستراتيجية والتبادل الحر ومحاربة الإرهاب في الساحل والصحراء وقضية الصحراء والتعاون العسكري وأيضا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ملف الصحراء سيكون أولى الأولويات على أجندة اللقاء الرسمي. لقاؤه مع الرئيس باراك أوباما سيكون محطة أخرى للوضوح والمكاشفة، والتصدي السياسي لضغوطات اللوبي المناهض للسيادة المغربية والذي يقف حاجزا أمام تسوية النزاع المفتعل في الصحراء. ذلك ما قد يضع النقط على الحروف حول موقف واشنطن الذي يعبر عن دعمه لمبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب، ويصفها بالمبادرة الجادة وذات المصداقية، وفي نفس الوقت تميل أوساط أمريكية إلى الأطروحة الجزائرية التي تستعمل ورقة حقوق الإنسان لاختراق السيادة المغربية. تلك نقطة تؤرق المغرب إلى جانب الإرهاب الذي يعتبر المغرب أن أحد مفاتيح القضاء عليه يتمثل في معالجة الأزمة المالية والقضاء على النزعات الانفصالية بالساحل والصحراء والحيلولة دون تحالف ثالوث الإنفصال والتهريب والإرهاب. قبل أن يستقبل الرئيس أوباما جلالة الملك الذي يقوم بزيارة عمل رسمية لبلاد العم السام منذ يومين، ذكر بلاغ للديوان الملكي أن جلالة الملك محمد السادس، استقبل، أول أمس الأربعاء 20 بالإقامة الملكية بواشنطن، كاتب الدولة الأمريكي اجون كيري، وكاتب الدولة في الدفاع تشاك هاغل. الاستقبال حضره عن الجانب الأمريكي بيث جونز مساعدة كاتب الدولة في الخارجية، وبريم كومار مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالبيت الأبيض، وديريك شوليت مساعد كاتب الدولة المكلف بشؤون آسيا والمحيط الهادي، وحضره عن الجانب المغربي، الطيب الفاسي الفهري مستشار صاحب الجلالة، وصلاح الدين مزوار وزير الشؤون الخارجية والتعاون. وتمحورت مباحثات جلالة الملك مع المسؤولين الأمريكيين سبل تعزيز علاقات الصداقة العريقة والتعاون المثمر بين البلدين، وكذا مواصلة تنسيق التشاور حول مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. أبرز ردود الفعل حول الزيارة الملكية لواشنطن جاءت من رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب بالكونغرس الأمريكي إدوارد رويس، الذي وصف أول أمس الأربعاء المغرب بكونه «الشريك الهام» للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب»، وأنه «يوجد في وضع جيد ليضطلع بدور ريادي في مجال الأمن الإقليمي». وحسب وكالة المغرب العربي للأنباء، فإن الدبلوماسي الأمريكي ، اعتبر إلى جانب أعضاء بارزين بلجنة العلاقات الخارجية، في رسالة موجهة إلى الرئيس باراك أوباما، أن «الأمن الإقليمي رهين بتعزيز التعاون مع بلدان شمال إفريقيا أكثر من أي وقت مضى، والمغرب هو المؤهل ليكون رائدا في هذا المجال»، مضيفة أن الرسالة تتزامن مع الزيارة الملكية إلى الولاياتالمتحدة، التي تأتي في «وقت مناسب من أجل تعزيز علاقات الشراكة التاريخية» بين الأمتين والبلدين في «مرحلة انتقالية حرجة ومضطربة بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط». وذكر موقعو الرسالة بأن الأحداث التي شهدتها المنطقة خلال السنتين الأخيرتين، وسط تنامي نشاط القاعدة والشبكات الإجرامية، زعزعت الاستقرار، مشيرين إلى أن المغرب، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة خارج الحلف الأطلسي منذ سنة 2004، كان «شريكا مهما في مكافحة الإرهاب وما زال في مقدمة كل الجهود الدولية لمواجهة التطرف». كما اعتبروا أنه لهذه الأسباب، «على الولاياتالمتحدة مواصلة دعم ومساعدة جهود المغرب في تعزيز استقرار وتقوية قدرات دول المنطقة». وحث موقعو الرسالة «الإدارة الأمريكية على دعم هذا الدور»، داعين إلى «اغتنام الفرصة التي تشكلها زيارة جلالة الملك محمد السادس من أجل تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، في وقت نبحث فيه عن تشجيع رؤية مفيدة مع شمال إفريقيا والمنطقة على العموم، تقوم على تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون». وفي هذا الصدد، دعوا الإدارة الأمريكية إلى «الانخراط أكثر في النزاع حول الصحراء المغربية، الذي مازال يشكل «عقبة أمام الاندماج ونمو الاقتصادي والاستقرار الإقليمي». موازاة مع الزيارة الملكية، شارك وزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد، أول أمس الأربعاء بواشنطن، في غذاء – مناقشة مع ممثلي العديد من كبريات الشركات الأمريكية والمتعددة الجنسيات، وكالة المغرب العربي للأنباء نقلت عن الوزير أن اللقاء يندرج في إطار العمل المتواصل للمملكة والرامي إلى استقطاب الاستثمارات الأجنبية، وإبراز الفرص والإمكانات التي يتيحها الاقتصاد المغربي، وكذا التقدم المحرز في مجال تحسين مناخ الأعمال في المغرب. وأكد بوسعيد على الارادة القوية للمغرب لمواصلة الجهود الرامية إلى تشجيع الاستثمار على كافة الأصعدة، وخاصة الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، مضيفا أن الأمر يتعلق بتحسيس المستثمرين والمقاولات الأمريكية والأجنبية بالتسهيلات والمزايا التي تقدمها اتفاقية التبادل الحر التي تربط بين المغرب والولاياتالمتحدة منذ سنة 2006 . وإلى جانب بوسعيد، شارك في هذا اللقاء وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي مولاي حفيظ العلمي، ورئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب السيدة مريم بن صالح شقرون. إعداد: أوسي موح لحسن