» ماذا تنتظر من أبناء عائلة رب أسرتها أصبح السجن مكانه المفضل وأم بائعة للخضر تظل خارج البيت وتعود في ساعات متأخرة من الليل » يعلق الشاب بوشعيب وهو من الفعاليات الجمعوية بمنطقة سيدي مومن بعد أن تدخل رفقة مجموعة أبناء الحي لإخماد ألسنة النيران التي اندلعت بشكل مفاجئ بإحدى الشقق السكنية بحي التشارك أدت إلى إصابة ثلاثة أشقاء بحروق من الدرجة الثالثة نقلوا جميعا إلى مستشفى الأطفال بالمركز الجامعي ابن رشد، تدخلت الأقدار الإلهية زوال يوم الجمعة الماضي في إنقاذ نبيل ذي الثلاث سنوات ، وملاك لم تتجاوز بالكاد سنتها الأولى ، إلى جانب شقيقهما الرضيع ذي الشهرين من الموت المحقق ، بعد اندلاع النيران بشقتهم بالمشروع السكني حي التشارك مجموعة » الولاء » ، بعد أن أقدمت والدتهم كما جرت العادة في كل مرة على إغلاق باب الشقة السكنية وترك الأطفال لوحدهم ، قبل أن تندلع ألسنة النيران. صراخ الأشقاء الثلاثة القادم من الشقة السكنية بالطابق السفلي أثار انتباه مجموعة أبناء منطقة حي التشارك ، اضطروا إلى تكسير باب الشقة إلا أن محاولتهم باءت بالفشل قبل أن يستعين أحدهم بمجموعة آليات حديدية التي ساهمت في تكسير الباب الحديدي ، عند اقتحام الشبان الشقة فوجئوا على إثرها بحائط إسمنتي يعزل الشقة إلى نصفين ليعاودوا الكرة بهدم الجدار وباب حديدي ، ما جعل أحد الشبان يتدخل بشهامته والمغامرة بحياته في اقتحام الشقة السكنية ويواجه ألسنة النيران قصد الوصول إلى البهو وإنقاذ الطفل الأكبر ويعود ثانيا إلى إخراج شقيقته ، فيما تطوع مجموعة شبان لإطفاء الحريق وليسترعي انتباهه أنين وصراخ الطفل الرضيع القادم من دولاب خشبي ليتم إنقاذه ، قبل أن تصل مصالح الوقاية المدنية لإتمام عملية إطفاء الحريق وإخماد النيران . عملية إنقاذ الأشقاء الثلاثة أسفرت عن إصابة مختلف أنحاء جسد الشقيق الأكبر نبيل بحروق خطيرة من الدرجة الثالثة إلى جانب شقيقته، اضطرت مصالح الوقاية المدنية نقلهم جميعا على وجه السرعة إلى العناية المركزة بمستشفى الأطفال للمركز الجامعي الاستشفائي ابن رشد ، فيما فتحت مصالح الشرطة القضائية للمنطقة الأمنية سيدي البرنوصي وعناصر شرطتها التقنية والعلمية تحقيقا حول الأسباب المباشرة في اندلاع الحريق ، مجموعة من أبناء المنطقة أرجعوا حادث اندلاع الحريق إلى تماس كهربائي وتحميل والدة الأطفال المسؤولية بمغادرة البيت وترك الأبناء يواجهون مصيرهم المجهول في ظروف عيش مزرية إلى جانب بقية أشقائهم الثمانية . الدارالبيضاء: سعد داليا