مفترسون جنسيون يعبرون الحدود إلى دول أخرى، الغاية البحث عن ضحايا جدد، بعيدا عن الملاحقة الأمنية، لكن التنسيق الأمني بين الدول التي تجمعها بالشرطة الجنائية الدولية (الأنتربول) اتفاقيات، ومن بينها المغرب، مكنت من إيقاف بعض المغتصبين، والتحقق من سجلهم الجنائي، وإجبارهم على الحضور للمحاكمة، عبر نشرات تحذيرية يوزعها الأنتربول على الدول 190 الأعضاء، بما فيهم المغرب. «نشرة تصدر للتزويد بتحذيرات ومواد استخبار جنائي، بشأن أشخاص ارتكبوا جرائم جنائية، ويُرجح ارتكابهم جرائم مماثلة في بلدان أخرى» بهذه الكلمات يعرف الأنتربول أو الشرطة الجنائية الدولية النشرة البرتقالية، هي واحدة من إحدى النشرات التي تصدرها الأمانة العامة للأنتربول بإصدار النشرات المختلفة، بناء على طلب يقدم إليها من المكاتب الوطنية المركزية، أو منظمات دولية تربطها بالأنتربول اتفاقيات خاصة، ويتم إصدار هذه النشرات باللغات الرسمية للمنظمة من بينها العربية. هذا التنسيق الأمني بين الدول 190 المكونة للأنتربول لم يمنع من وجود مجرمين من طينة خاصة، لم تضبطهم لا النشرات التحذيرية ولا التنسيق الأمني، ليوقعوا على جرائم جنسية أخرى بالدول التي تحتضنهم بعد تنفيذ الهروب الكبير من بلدانهم خوفا من الملاحقة القضائية. تنسيق أمني يكشف عن بيدوفيل فرنسي «تكوين عصابة إجرامية وهتك عرض قاصرات بالعنف والاقامة بالمغرب دون التوفرعلى بطاقة الاقامة» صك اتهام جر على صحافي فرنسي متقاعد يدعى كالفيز إيفون ألبير كييوم السجن 12 سنة نافذا، في ماي الماضي. القضية التي تفجرت قبل عامين، بطلها صحافي فرنسي تقاعد بفرنسا، ودخل المغرب للاستقرار هربا من ثلاثة قضايا اغتصاب قاصرات فرنسيات. استطاع ألبير كيوم، الحصول في ظروف غامضة على إقامة بالمغرب بوثائق مزورة سهلت مروره من المطار واستطاع الاستقرار بالدارالبيضاء، هناك تعرف على شقيقتين قاصرتين، أغراهما بالمال، حتى اقتنعت إحداهما بالعمل لديه كخادمة، استغلها جنسيا مدة، قبل أن شرع في جلب طفلات للممارسة الجنس عليهن، وتصويرهن، ومنح مقابل مادي لوسيطتيه. افتضح الفرنسي حينما تقدمت جدة طفلة في السابعة من العمر إلى المصالح الامنية بشكاية إلى دائرة السور الجديد في يناير 2012، تفيد بتعرض حفيدتها لافتضاض بكارتها، متهمة كالفيز إيفون ألبير كييوم. تم اعتقال الفرنسي على الفور، وإحالته على الشرطة القضائية لأنفا. هناك اعترف الفرنسي، بممارسته الجنس على ثلاث قاصرات جلبتهن وسيطتيه إلى مسكنه، وحجزت فرقة الاخلاق العامة بمصلحة الشرطة القضائية بمنطقة أنفا حاسوبا محمولا يحوي صورا عارية للطفلات يستعملها لتهييجه جنسيا عند رغبته في ممارسة الجنس مع الاطفال، بالإضافة إلى مرهم لاطالة الانتصاب. تنقيط المتهم على الناظمة الآلية، أفضى أنه يقيم بالمغرب بطريقة غير شرعية، لجأ المحققون إلى مراجعة سجل سوابقه الجنائية، وهل ماقام به في المغرب من عمليات اغتصاب، سبقتها جرائم مماثلة، عبر مراسلة الشرطة الجنائية الدولية، من خلال فرعها بالرباط، حيث تبث للمحققين تورط إيفون بقضايا اغتصاب مماثلة بفرنسا، حررت في حقه مذكرات بحث وطنية بفرنسا، هذه المعطيات استغلها دفاع الضحايا وتم تقديمها في الملف، قبل أن تدينه غرفة الجنايات باستئنافية الدارالبيضاء ب 12 سنة سجنا نافذا، فيما كان نصيب الوسيطتين ثلاث سنوات سجنا نافذا، بعد أن اقرتا بجلب قاصرات قصد ممارسة الجنس عليهن في مسكنه مقابل ذلك مبالغ مالية. الأنتربول «يبرئ» مغتصبا إيرلنديا إذا كان بعض المغتصبين المبحوث عنهم دوليا، نجح التنسيق الأمني في الإيقاع بهم، فالبعض برأه. يظهر ذلك من خلال حادثة محاولة اغتصاب بطنجة بطلها سائح إيرلندي في حق قاصر أواخر مارس الماضي. «جيرار» السائح الإيرلندي 59 سنة، حاول استدراج قاصر في 13 من العمر، وإغراءه ب 40 درهم من أجل ممارسة الجنس عليه، حاول استدراجه إلى مقبرة سيدي بوعبيد بالمدينة القديمة بطنجة، لكن عناصر الشرطة السياحية كانت بالقرب من مسرح الجريمة، واستطاعت إيقاف الإيرلندي، متلبسا بمحاولة هتك عرض القاصر. التحقيق مع السائح الإيرلندي، أفضى إلى أنه دخل المغرب عن طريق ميناء طنجة المتوسط أوائل فبراير 2013، بجواز سفر سياحي، وسبق له زيارة المغرب في مناسبات عديدة، كما حاول عناصر الشرطة القضائية معرفة هل ارتكب بالمغرب أو بإيرلندا جرائم جنسية في حق قاصرين. لهذا الغرض، راسلت الشرطة القضائية بطنجة المديرية العامة للأمن الوطني، هذه الأخيرة راسلت المكتب المركزي للشرطة الجنائية الدولية، بليون بفرنسا، ليرد الأنتربول على المراسلة بنشرة تفيد بأن الإيرلندي «جيرار» ليست له سوابق مماثلة في اغتصاب قاصرين بدول أوروبية. مكتب "الإنتربول" بالمديرية العامة للأمن الوطني في الرباط، توصل من المكتب المركزي للشرطة الدولية، أول أمس الجمعة، بنشرة تفيد أن الإيرلندي، الذي ضبطته عناصر الشرطة السياحية وهو يحاول ممارسة الجنس على قاصر، ليست لديه أي سوابق مماثلة في الدول الأوروبية، هذه الخلاصة أفضت إلى متابعة «جيرار» بالمغرب بتهمة «تغرير بقاصر ومحاولة هتك عرض»، لعدم وجود اتفاقية تسليم سجناء مع إنجلترا. مذكرة أنتربول لإجبار بيدوفيل على الحضور التنسيق الأمني بين الأمنيين المغاربة، ونظرائهم بالشرطة الجنائية الدولية، حسب مصدر أمني، يمكّن من تفادي هرب المتابعين، سيما في قضايا اعتداء جنسي، بحيث يمكن توقيفهم عند أي نقطة حدودية بالعالم، كما تشكل ضمانة قوية للحضور، كما وقع سنة 2008 بمراكش، حينما أوقعت الشرطة بمراكش بطبيب فرنسي يدعى «بيير آندري»، ينتمي إلى منظمة «أطباء بلا حدود» متلبسا بممارسة الجنس على قاصر برياض يملكه، التوقيف جاء نتيجة شكايات متعددة من جيرانه انطلقت منذ 2006، قبل ضبطه متلبسا، حيث اعترف ممارسته الجنس مع قاصرين وشباب، البعض منهم اعترف أن الفرنسي غرر بهم، فيما البعض كان يمارس معه الجنس برضاه، ليقرر قاضي التحقيق متابعته في حالة سراح، وإصدار مذكرة بحث دولية في حقه، في حال قرر عدم الحضور إلى جلسات الإستنطاق التفصيلي. أنس بن الضيف