سبعة آلاف شخص يوميا يلتحقون بعداد المصابين بداء المناعة المكتسب/ السيدا، ذلك ما أكدته الأممالمتحدة مؤخرا في تقرير لها بمناسبة الذكرى الثلاثين لظهور هذه الآفة، والذي أودى بحياة نحو 30 مليون حالة منذ الإعلان عن الحالة الأولى سنة1981، في وقت وصل فيه عدد المصابين بالفيروس في سنة 2010 ما مجموعه 34 مليون شخص، من بينهم 5600 مريض بالمغرب و26 ألف حامل للفيروس. ذاك رقم مخيف دفع الأممالمتحدة لعقد اجتماع منذ يوم الأربعاء المنصرم في نيويورك لبحث سبل وصول المصابين الجدد للعلاج. فرغم تأكيد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة جوزيف دييس أنه تم إحراز تقدم كبير خلال السنوات الخمس الأخيرة وتضاعف عدد الأشخاص الذين استفادوا من العلاج عشر مرات، إلا أنه يضيف أن «عشرة ملايين من الأشخاص لم يلجوا بعد الى العلاجات، وأن هذا الداء لا يزال يصيب الرجال والنساء والأطفال على السواء». القمة الذي تمتد لثلاث أيام يحضرها ثلاثين رئيس دولة ورئيس حكومة ونواب رؤساء من إفريقيا خصوصا, بالإضافة إلى وزراء خارجية، من بينهم الأميرة للا سلمى وفد يضم كلا من وزيرة الصحة السيدة ياسمينة بادو، والممثل الدائم للمغرب لدى الاممالمتحدة محمد لوليشكي، وحكيمة حميش رئيسة الجمعية المغربية لمحاربة «السيدا» ونادية بزاد رئيسة المنظمة الافريقية لمحاربة «السيدا». موازاة مع هذه القمة الأممية، سينعقد اجتماع السيدات الأول حول موضوع «القضاء على عدوى فيروس نقص المناعة البشرية لدى الرضع في أفق 2015». «مكاسب حقيقية ولكن هشة. وهي لم تبلغ كل المحتاجين» هذا هو شعار اللقاء الدولي، ويبين أن المنظم الدولي لا يزال مطالبا ببدل جهد مضاعف لوقف زحف فيروس ينخر المجتمعات. خاصة أن حوالي 10 ملايين شخص ينتظرون علاجا لمتلازمة نقص المناعة المكتسب «الإيدز»، وبحسب الأممالمتحدة فإنه «في مقابل كل شخص يبدأ بتناول الدواء، يصاب اثنان جديدان».وفي الوقت الذي يحصل عدد قياسي من المرضى على العلاج اليوم، فإنه في نهاية العام 2010 تم إحصاء 34 مليون يحملون فيروس الإيدز ينتظرون بدورهم الوصول للعلاج. منظمة أطباء بلا حدود سبق أن لفتت يوم الإثنين الأخير إلى «ضرورة أن يتفق المشاركون بالقمة لتأمين العلاج لتسعة ملايين شخص في السنوات الأربع المقبلة»، وحذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قائلا «صحيح أن عدد الأشخاص الذين يصابون بالعدوى يسجل انخفاضا, إلا أن الموارد العالمية لدعم هذا التقدم سجلت تراجعا للمرة الأولى خلال 10 سنوات». رهان تأمين العلاج للمصابين الجديد كشف عنه تقرير حمل عنوان «الإيدز بعد 30 عاما»، أوضح فيه برنامج الأممالمتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز أن نحو 6,6 ملايين شخص يستفيدون من علاجات بمضادات الفيروسات القهقرية (الارتجاعية) في البلدان ذات الدخل المنخفض أو الوسط، وذلك أكثر ب 22 مرة مقارنة مع ما كان في العام 2001. ورغم أن نسبة الإصابات الجديدة قد انخفض بحوالى 25 % على الصعيد العالمي, بين العام 2001 والعام 2009، وتراجعت الإصابات بأكثر من 50 % في الهند وأكثر من 35 % في جنوب إفريقيا ودول أخرى، لكن الموارد الدولية المخصصة لمكافحة الإيدز انخفضت في العام 2010، وإن كانت قد تضاعفت بحوالى 10 مرات بين العام 2001 والعام 2009. وارتفعت من 6,1 مليار دولار إلى 9,15 مليار دولار، وهو ما فرض التعبئة لوقف زحف فيروس يقتل في صمت.