حلت صاحبة السمو الملكي الأميرة للاسلمى، أمس الأربعاء، بمقر منظمة الأممالمتحدة بنيويورك، للمشاركة في الجلسة العامة الرسمية من مستوى عال للجمعية العامة للمنظمة، حول فيروس داء فقدان المناعة المكتسبة "السيدا". صاحبة السمو الملكي الأميرة للاسلمى وتمثل صاحبة السمو الملكي الأميرة للاسلمى المملكة المغربية في هذا الاجتماع من مستوى عال، الذي يشارك فيه أكثر من ثلاثين رئيس دولة وحكومة، وكذا عدد من السيدات الأوائل. ويرافق صاحبة السمو الملكي الأميرة للاسملى، وزيرة الصحة، ياسمينة بادو، والسفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، محمد لوليشكي، وحكيمة حيميش، رئيسة الجمعية المغربية لمحاربة "السيدا"، ونادية بزاد، رئيسة المنظمة الإفريقية لمحاربة "السيدا". إثر ذلك شاركت صاحبة السمو الملكي الأميرة للاسلمى في افتتاح الجلسة العامة الرسمية لهذا الاجتماع، الذي تميز بتدخل رئيس الجمعية العامة، جوزيف دايس، والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، والمدير التنفيذي للبرنامج المشترك للأمم المتحدة حول داء فقدان المناعة المكتسبة، ميشيل سيديبي. وتميزت هذه الجلسة الرسمية كذلك، بتقديم شهادة كل من تيطايانا أفاناسيادي، الناشطة الأوكرانية في مجال حقوق الإنسان، التي تتعايش مع هذا المرض، والدكتور ماتيلد كريم، العضو المؤسس للمؤسسة الأمريكية للبحث حول "السيدا". ويخصص هذا الاجتماع، المنظم من 8 إلى 10 يونيو، لبحث التقدم الذي جرى إحرازه من قبل المجموعة الدولية في مواجهة آفة "السيدا"، تطبيقا للتوصيات الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 2001، وتحديد التوجهات المستقبلية الرامية إلى التصدي لهذا المرض. ومن المرتقب أن يصادق الاجتماع على إعلان جديد يجدد فيه تأكيد الالتزامات الراهنة، ويعلن عن الخطوات اللازمة لدعم وتوجيه الجهود الدولية لمكافحة هذا الداء. وبعد ثلاثين سنة من ظهور داء السيدا، و10 سنوات من انعقاد الدورة التاريخية للجمعية العامة، التي خصصت لمناقشة هذه الظاهرة الوبائية، يلتئم العالم لاستعراض التقدم، الذي جرى تحقيقه في مجال محاربة السيدا، وتحديد التوجهات المستقبلية للتصدي له على المستوى العالمي. وموازاة مع هذه القمة المنظمة على مدى ثلاثة أيام، سينعقد اجتماع السيدات الأول حول موضوع "القضاء على عدوى فيروس نقص المناعة البشرية لدى الرضع في أفق 2015". ومن المنتظر أن تتبنى الدول الأعضاء إعلانا جديدا للتأكيد مجددا على الالتزامات الحالية، والإعلان عن خطوات لتوجيه ودعم جهود التصدي لهذا الداء عالميا. وذكر تقرير للأمم المتحدة أن معطيات جديدة لبرنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة السيدا (أوني سيدا)، كشفت عن تطورات ملحوظة في اتجاه القضاء على العدوى والتمييز، والوفيات المرتبطة بالسيدا، بفضل ولوج عالمي إلى سبل الوقاية من الداء، وإلى العلاج والدعم المناسبين. وحسب هذا التقرير، الذي نشر في مطلع يونيو الجاري، بلغ عدد المصابين بالفيروس في سنة 2010، ما مجموعه 34 مليون شخص، مشيرا في الوقت نفسه إلى التقدم الكبير في مجال توفير العلاج للبلدان الفقيرة، بفضل التضامن الدولي. وأضاف المصدر ذاته أن ما مجموعه 6,6 ملايين شخص جرى علاجهم مع متم 2010، في البلدان ذات الدخل المحدود والمتوسط، أي ما يفوق 22 مرة سنة 2001، موضحا أن هدف "الولوج العالمي"، الذي جرى تحديده في سنة 2010، مازال بعيد المنال وأنه، في ذلك التاريخ، ظل تسعة ملايين من ذوي المصل الإيجابي ينتظرون العلاج. واعتبرت الوثيقة أن "المكتسبات التي جرى تحقيقها مهمة، غير أنها هشة، ولم تصل إلى جميع المحتاجين" مضيفة أن هناك 10 ملايين شخص مازالوا ينتظرون تلقي العلاج، وأنه مقابل كل مريض يبدأ العلاج يصاب شخصان. كما أن التمييز يبقى أيضا من العقبات التي ينبغي مواجهتها. وسيتطلب تسريع التقدم تضامنا عالميا وإرساء شراكات، لا سيما في هذه الفترات من التقشف المالي. وكان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اعتمد، أول أمس الثلاثاء، قرارا يدعو إلى الحفاظ على عمل دولي لمكافحة هذا الوباء. وأكدت الدول 15 الأعضاء في مجلس الأمن، في قرارها، "ضرورة إجراء تدخل منسجم للأمم المتحدة لمساعدة الدول الأعضاء على مواجهة هذا المشكل". واعتبر (برنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة السيدا) أن الاجتماع رفيع المستوى حول السيدا يعد "مناسبة فريدة" بالنسبة للشركاء العالميين من أجل المضي قدما في مجال مكافحة هذا الوباء. وسيجري خلال هذا الاجتماع عقد جلسات عامة ولقاءات تفاعلية تتمحور حول مواضيع متنوعة مثل "المسؤولية المتقاسمة.. ميثاق عالمي جديد لفيروس داء فقدان المناعة المكتسبة"، و"ما العمل من أجل تحقيق هدف صفر عدوى جديدة"، و"الابتكار والتكنولوجيات الحديثة"، و"النساء والفتيات وداء فقدان المناعة المكتسبة"، و"إدماج التصدي لداء فقدان المناعة المكتسبة في البرامج الموسعة للصحة والتنمية".