أكد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة جوزيف دييس اليوم الأربعاء بنيويورك، أنه تم إحراز تقدم كبير خلال السنوات الخمس الأخيرة في مجال محاربة داء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا)، إذ تضاعف عدد الأشخاص الذين استفادوا من العلاج عشر مرات. وقال جوزيف دييس، في مداخلة له خلال افتتاح الجلسة العامة الرسمية من مستوى عال للجمعية العامة للمنظمة حول فيروس داء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا) الذي تمثل فيه صاحبة السمو الملكي الأميرة للاسلمى المملكة المغربية، أنه تم إنقاذ حياة الملايين من الأشخاص، وإحراز تقدم حقيقي أيضا على مستوى الوقاية، إذ تراجعت أعداد الحالات الجديدة للإصابة بشكل ملموس. لكنه أكد أنه من المبكر إيقاف الجهود أو التأثر بكلفة التدخلات والتقشف في الميزانيات المخصصة لمواجهة هذا الداء، مشيرا الى أن عشرة ملايين من الأشخاص لم يلجوا بعد الى العلاجات، وأن هذا الداء لا يزال يصيب الرجال والنساء والأطفال على السواء. وأضاف أن تراجع داء السيدا يشكل أحد أهداف الألفية من أجل التنمية وعاملا لتحقيق باقي الأهداف، داعيا الى تبني مقاربة شاملة وادراج محاربة السيدا في البرامج العامة للتنمية. وأكد على ضرورة أن يندرج الاعلان الذي سيتم اعتماده في نهاية هذا الاجتماع في هذا الاتجاه. من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمة استعرض خلالها الاستراتجية الجديدة لمحاربة داء السيدا، والتي ترتكز على خمسة محاور، أن التحدي قد تغير اليوم وأن الهدف أصبح هو القضاء على السيدا في غضون عشر سنوات وعلى وصمة العار التي يوصم بها المصابون والوفاة جراء هذا الداء. وأكد بان كي مون الحاجة إلى تظافر جهود كافة الشركاء في إطار تضامن شامل غير مسبوق من أجل إتاحة الوقاية والعلاج من مرض السيدا في أفق 2015 ، وضرورة تخفيض أسعار العلاجات ووضع برامج أفضل تكون مطبوعة بالشفافية وتضمن الحفاظ والنهوض بالحقوق الإنسانية للنساء والفتيات. كما أكد ضرورة إطلاق ثورة في مجال الوقاية باستثمار القدرات الهائلة للشباب والتكنولوجيا الجديدة للاتصال من أجل الوصول إلى كافة دول العالم . ومن جهته، أعرب المدير التنفيذي للبرنامج المشترك للأمم المتحدة حول داء فقدان المناعة المكتسبة، ميشيل سيديبي، عن اعتقاده بأن الولوج إلى العلاج سيمكن من حصول تحول في مواجهة السيدا في السنوات العشر القادمة، مؤكدا ضرورة الاستثمار من أجل تسريع الولوج إلى العلاج ضد السيدا واكتشاف علاجات جديدة . وأكد في هذا السياق أن المغرب يعد من بين البلدان التي حققت نتائج جيدة في مجال مكافحة داء السيدا وخاصة في مجال الولوج الى العلاج، وذلك بفضل جهود السلطات العمومية والجمعيات. وقد تميزت هذه الجلسة الرسمية كذلك بشهادتين لكل من السيدة تيتايانا أفاناسيادي الناشطة الأوكرانية في مجال حقوق الإنسان التي تتعايش مع مرض السيدا، والدكتور ماتيلد كريم العضو المؤسس للمؤسسة الامريكية للبحث حول "السيدا" . ويضم الوفد المرافق لصاحبة السمو الملكي الأميرة للاسملى كلا من وزيرة الصحة السيدة ياسمينة بادو، والممثل الدائم للمغرب لدى الاممالمتحدة السيد محمد لوليشكي، والسيدتين حكيمة حميش رئيسة الجمعية المغربية لمحاربة "السيدا"، ونادية بزاد رئيسة المنظمة الافريقية لمحاربة "السيدا". ويخصص هذا الاجتماع ،المنظم من 8 إلى 10 يونيو، لبحث التقدم الذي تم إحرازه من قبل المجموعة الدولية في مواجهة آفة "السيدا" وذلك تطبيقا للتوصيات الصادرة عن الجمعية العامة للامم المتحدة سنة 2001 وتحديد التوجهات المستقبلية الرامية إلى التصدي لهذا المرض. ومن المرتقب أن يصادق الاجتماع على إعلان جديد يجدد فيه تأكيد الالتزامات الراهنة ويعلن عن الخطوات اللازمة لدعم وتوجيه الجهود الدولية لمكافحة هذا الداء.