لم يكن عناصر الأمن بمرتيل يتوقعون أن اللص الذي هم على أثره، سيكون مفاجأة بالنسبة لهم وللجميع، سيجدون أمامهم فتاة في الثالثة عشرة من العمر، طفلة صغيرة تحمل كل معالم البراءة، لكنها "برمجت" لتكون لصة صغيرة، كما في أحد الأفلام المصرية المعروفة في زمن سينما الأبيض والأسود، فهل كانت الفكرة مستوردة من هذا الفيلم، أم أن هناك من يدبر ويخطط لها مسارها وعملها؟ هذا ما كان أول سؤال راود المحققين وهم يصلون إلى حيث تم استدعاؤهم للتدخل، بعد التأكد من ولوجه المنزل من طرف بعض المجاورين له.كيف تسللت طفلة في حجمها وفي سنها إلى داخل المنزل؟ أول سؤال يطرحه كل من سمع بالواقعة، فقد تمكنت الطفلة من الدخول من سور عال وولوج منزل أسرة ميسروة بمرتيل، فقد كان المنزل شاغرا في تلك الفترة، وكان الوقت مطمئنا لها بأن تنفذ عملية السرقة كما تريد دون أن ينتبه لها أحد.. تقول بعض المصادر المقربة إن عناصر الأمن فاجؤوها وهم يلجون المنزل، أمر لم يجعلها ترتعب أو تبكي، بل إنها ربما حولت خوفها ورعبها ذلك إلى ابتسامات شفقة من طرفها، حتى إن من كانوا يلجون بتلك القوة للمنزل معتقدين بوجود لصوص أشداء، تحولوا بدورهم إلى أشخاص آخرين وهم يرون أمامهم جسدا ضعيفا لطفلة صغيرة.لم يكن من العناصر الأمنية سوى توقيف الطفلة الحدث، ونقلها لمفوضية الشرطة قصد التحقيق معها، خاصة وأن ما يهم الجميع هو من يقف وراءها، ومن دفعها لهاته الفعلة التي ربما لم تكن الأولى، فهناك من يجندها لتقوم بعمليات سرقة، خاصة وأنها قد تكون غير مراقبة وغير مشتبه فيها، في حين أنه بإمكانها أن تقوم بسرقة ما يمكن أن يسرقه الكبار، عندما يتعلق الأمر ببعض النفائس.. فقد أكدت مصادر مقربة ومتتبعة للموضوع، أن وراء الفتاة القاصر شابين محترفين للصوصية، هما من كانا يستدرجانها ويسهلان عملياتها، بل ويختاران المنازل التي يريدان سرقتها، لكن بدل دخولها هما تدخل هي….مصدر أمني قال إنها أصغر لصة بهذا الشكل يتم اعتقالها، غير القاصرين محترفي النشل والسرقات العادية، لكن ما قامت به الطفلة هو عمل منظم ومخطط له، وأنه تم استغلال وضعها الاجتماعي السيء للغاية، حيث تم استقطابها من طرف أشخاص لقضاء مآربهم وأغراضهم في السرقة، وهم الذين سيركز التحقيق والبحث عليهم وفق ما علمت به الجريدة. مصطفى العباسي