افتتح مصنع رونو-نيسان بطنجة، أول أمس الثلاثاء، خط إنتاجه الثاني، الذي سيمكنه من بلوغ قدرة إنتاج 340 ألف سيارة في السنة، وهو ما سيجعل منه أكبر مصنع لصناعة السيارات في إفريقيا. وسيتيح هذا الخط الثاني، الذي تطلب استثمارا بقيمة 400 مليون أورو، مضاعفة، ابتداء من عام 2014، قدرة إنتاج المصنع، التي تبلغ حاليا 170 ألف سيارة في السنة، وسيتم تخصيصها لإنتاج «داسيا سانديرو» و«داسيا سانديرو ستيب واي»، النموذجين الرائدين لدى مجموعة «داسيا». وترأس حفل تدشين توسعة المصنع وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، عبد القادر اعمارة، بحضور جاك بروست، المدير العام لمجموعة رونو المغرب والعديد من الشخصيات السياسية والاقتصادية. وأشاد اعمارة بهذا الإنجاز، الذي يعد ثمرة «شراكة استراتيجية بين المغرب وتحالف رونو- نيسان وخاصة إرادة، وقناعة والتزام المملكة بجعل الصناعة محركا لنموها الاقتصادي». وأبرز اعمارة أنه بعد 20 شهرا من النشاط منذ إطلاق المصنع، نجح فريق رونو في تصميم آلية للإنتاج تستجيب لأعلى المتطلبات، ولتحدي تحالف رونو -نيسان في جعل هذا المصنع أكثر المواقع تنافسية بالنسبة لمصانع رونو. كما أشار إلى أن صناعة السيارات تعد من محاور العقد-البرنامج بين القطاعين العام والخاص 2009/ 2015 وتستفيد من الجهود الهامة في مجال تطوير البنيات التحتية للاستقبال، خاصة على مستوى المنطقة الحرة بطنجة، والمنطقة الحرة بالقنيطرة، وخلق قطب للموارد البشرية المؤهلة عبر إحداث 4 مؤسسات للتكوين في مهن صناعة السيارات، اثنين منها بطنجة، وواحدة بالقنيطرة وأخرى بالدار البيضاء. وأضاف الوزير أن هذه الجهود تهم أيضا مساعدة المستثمرين في هذا القطاع بهدف تخفيف سعر الاستثمار الأولي عبر مساهمة من الدولة من خلال صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية يمكن أن تصل إلى 2٫7 ملايين أورو موجهة لبناء منشآت صناعية وشراء المعدات. وأشار اعمارة إلى أن هذا التدشين يأتي في سياق محلي خاص يتميز بإطلاق جلالة الملك محمد السادس لبرنامج طنجة الكبرى 2013 – 2017، الذي تنجز في إطاره مجموعة من المشاريع المهيكلة متعددة القطاعات، والذي وضع «ليكون نموذجا حضريا غير مسبوق في المغرب وبالضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، من شأنه تعزيز تنافسية مدينة طنجة وجهتها باعتبارها قطبا اقتصاديا بامتياز». من جانبه، أكد بروست أن تدشين الخط الثاني من الإنتاج دليل على نجاعة العلاقة العمومية-الخاصة التي تربط بين مجموعة رونو والدولة المغربية، مشيرا إلى أن المشروع يستفيد من مواكبة ودعم قطاعات الصناعة والاقتصاد والمالية، والطاقة والتجهيز والنقل، إضافة إلى مساهمة صندوق الإيداع والتدبير والوكالة الخاصة طنجة المتوسط. وأبرز أن مصنع رونو نيسان يحظى «بأهمية قصوى» بالنسبة للمجموعة كما سيسمح إنجاز هذا الخط الثاني برفع الأرضية الصناعية إلى مستوى أكبر مصنع في إفريقيا، وهو ما يمثل طموحا صناعيا هاما ومصدرا للإنتاجية وتنمية قطاع صناعة السيارات بالمغرب. وتم تشغيل حوالي 1400 شخص من أجل تلبية احتياجات هذا الخط الجديد، لينتقل بذلك العدد الإجمالي للعاملين بالمصنع إلى 5000 عامل. وتم تكوين العاملين في معهد التكوين في مهن صناعة السيارات المجاور للمصنع من أجل ضمان تنمية كفاءات العاملين الجدد والمتعاونين مع المصنع. ومصنع رونو-نيسان بطنجة شركة مجهولة تمتلك مجموعة رونو حصة 4ر52 في المائة من رأسمالها وصندوق الإيداع والتدبير 6ر47 في المائة. وصار المصنع، الذي يمتد على مساحة 300 هكتار، يمتلك حاليا خطي إنتاج.