بعد أن تم ترحيل 80 أسرة كانت تقطن حي الأمل العتيق »الملاح« على إثر انهيار عدد من المساكن، وهي مأهولة بقاطنيها في خريف 2011 ، لا تزال 36 عائلة من سكان الحي تنتظر حقها في الاستفادة من السكن اللائق، حيث كانت السلطات ممثلة في عمالة الإقليم والمجلس البلدي قد قضت وفق محضر تشاوري للقاء جمعها بممثلي السكان ولجان متابعة ملفات السكن لقاطني «الملاح» ، بضرورة تنفيذ الهدم لما يشكله الوضع الحالي للبنايات والمنازل من خطورة. وقد استفادت الأسر المكترية من مبلغ 50 ألف درهم كتعويض عن الأضرار مقابل الإفراغ. في حين خصصت بقع أرضية مساحة كل واحدة منها 70 مترا مربعا تقع في حي «مولاي إسماعيل» على طريق بولمان لكل أسرتين، ومبلغ إضافي قدره 10 آلاف درهم، وذلك مقابل التخلي عن العقارات المتداعية والآيلة للسقوط، إلا أن التلاعبات التي شابت ملفات إعادة إسكان المتضررين، يفيد أحد أعضاء لجنة حي الأمل، حالت دون استفادة السكان الفعليين، حيث أضاف أن بعض المستفيدين من البقع الأرضية لم يسبق لهم أبدا أن قطنوا في الحي، محملا المسؤولية لأحد أعوان السلطة. وعن الأسباب التي جعلت أكثر من 36 أسرة ترفض المغادرة، صرح معظم هؤلاء للجريدة أن وضعهم الاجتماعي لا يسمح لهم بقبول ما أسموها بأنصاف الحلول، وأن إفراغهم لمنازلهم يعني افتراش الرصيف. في حين أكدت مصادر من عمالة الإقليم أنهم لم يقبلوا بالحلول التي رضي بها الآخرون. ويضيف المصدر ذاته أن السلطات المسؤولة ماضية في إيجاد الحلول اللائقة لتوفير السكن اللائق لهذه الفئة التي تقبع تحت عتبة الفقر. «حي الأمل» أو «الملاح» كما يعرف محليا، كان من فترة وجيزة بؤرة للدعارة الرخيصة والمخدرات، وملاذا للمبحوث عنهم، قبل أن يتم تطهيره من طرف الأمن، فبدأ يرتقي بأفكار شبابه الذين أسسوا 3 جمعيات ساهمت كلها في تنظيف الحي ومنحه طابعا سلميا ًعكس ما كان يعرف عنه في التسعينات. غير أن الهشاشة الناجمة عن قدم البنايات، خصوصا وأن الحي يقع على الضفة المتهالكة لواد «أكاي»، الذي يخترق مدينة صفرو، جعلته يصبح بعد مغادرة جل ساكنيه وانهيار معظم أسوار مبانيه، مجرد أطلال ملغومة تهدد رؤوس المواطنين. و تمهيدا لهدم كافة المباني داخل «حي الأمل» عمدت السلطات إلى إغلاق 3 منافذ تؤدي إليه، إذ لم يعد يفضي إلى داخله سوى قنطرة ضيقة وقديمة قد تنهار بدورها في أي لحظة، سيما وأن الازدحام فوقها يصل إلى ذروته في كثير من الأحيان. عدد من الجمعيات المتابعة لهذا الشأن، سبق لها أن وجهت رسالة إنذارية لوزير التجهيز في 17 يونيو الماضي ( تتوفر الجريدة على نسخة منها ) في شأن الوضع الكارثي، الذي توجد عليه معظم القناطر الموجودة فوق واد أكاي، و من بينها تلك المفضية إلى الملاح، دون أن تتوصل بأي رد.