تراجيديا أخرى يعرفها معبر باب سبتةالمحتلة، بعد أقل من أسبوعين على حريق عبد الرحمان الشيخ لنفسه ومفارقته الحياة، شخص في الأربعينيات من العمر يفارق الحياة مختنقا خلال مروره، الإكتظاظ الكبير الذي يعرفه ممر "قنطرة سربيسا" الضيق والمكتظ، يقول البعض أنه عليك عبوره مستعملا آليات التنفس أو حاملا مع قارورة أكسجين، التدافع القوي والإحتكاك بفعل الأثقال التي يحملها العابرين، وكذلك محاولات الإفلاة من رقابة الجمركيين تجعل كل واحد مستعد للسقوط أو الفرار، لكن البعض لا يستطيعون على ذلك صبرا ولا يستطيعون تحمله، كما حدث للمعني الذي اختنق خلال العبور وسقط مغشيا. ضيق المكان وصعوبة التنفس به وما كان يحمل الضحية فوق ظهره من أثقال، جعله يسقط مغمى عليه دون حراك مما جعل الكثيرين يفزعون والنساء تصرخ وآخرون سريعا توجهوا لمسؤولي المعبر ليطلبوا سيارة إسعاف، أو مسعفين لتقديم الإسعافات الأولية له بفعل الإختناق، فيما تجمهر المئات فوق رأسه ليزيدوا من اختناقه ومن صعوبة التنفس لديه، كان هدفهم إسعافه وإنقاذ حياته بعد أن تبين أن الأمر صعب وأن المعني دخل مرحلة الخطورة. البعض يقول إن سيارة الإسعاف تأخرت في الوصول لعين المكان، حيث لم تعد هناك سيارات إسعاف موضوعة رهن إشارة المعبر منذ انتهاء مرحلة العبور، أمر زاد الوضعية صعوبة وجعل المعني يفارق الحياة قبل وصول الإسعاف، مخلفا موجة من الحزن والكآبة بالمعبر الذي لازال يحمل آلام وحزن فقدان عبد الرحمان الشيخ، حتى أن هناك من بدأ يتخوف من أن يكون هو الضحية المقبل، علما أن التدافع والإكتظاظ هو القاتل رقم واحد بهذا المعبر، سواء في الجزء التابع للسلطات المغربية أو التابع لسلطات الإحتلال الإسبانية، فالجميع يتذكر حالة المرأتين اللتين توفيتا منذ سنة تقريبا بسبب تدافع بأدرج قرب معبر طاراخال التابع للسلطات الإسبانية. وعلمت الجريدة أن السلطات المحلية قد حلت بعين المكان، لفتح تحقيق في الموضوع ومعرفة سبب وفاة المعني بالضبط، علما أن المعبر أصبح فعلا "مهينا" خاصة في الجزء الذي يمر عبره العاملون في التهريب المعيشي، والذي يعانون الويلات سواء في الجزء الإسباني أو المغربي من المعبر، وقد تكون المناسبة لتسليط الضوء على الموضوع وإصلاح ما يمكن إصلاحه يقول بعض المتتبعين. مصطفى العباسي