فوتت سحب رماد بركان إيسلندا على البوليساريو وبعض النواب الأوروبيين المساندين لهم، فرصة إثارة المزيد من العقبات أمام مسلسل المفاوضات الجارية بخصوص الصحراء، حيث اضطرت رئاسة البرلمان الأوروبي إلى تأجيل جلسة أول أمس الخميس التي كان ينتظر أن تتقدم خلالها مجموعة من النواب الداعمين للطروحات الإنفصالية بطلب يهدف إلى الضغط عل المغرب من أجل إطلاق سراح مجموعة انفصاليين الداخلوبالرغم من أن التأجيل جاء بسبب رماد بركان ايسلاندا، فإن قرار التأجيل لم يرق لبعض النواب الداعمين للانفصاليين في أوروبا، فما إن أعلن التأجيل حتى سارعت مجموعة من النواب البرلمانيين الأوروبيين تطلق على نفسها اسم «الديمقراطيين الأحرار» إلى إعلان رفضها لإلغاء جلسة علنية مخصصة للتصويت على مقترح بشأن مصير مجموعة التامك من جدول أعمال الدورة الحالية للبرلمان الأوروبي، المجموعة التي سبق لها أن زارت تندوف والتقت المخابرات الجزائرية، الأمر الذي اعتبر المغرب يدخل في خانة الخيانة. التشويش على المغرب ومبادراته في طي النزاع المفتعل حول الأقاليم الجنوبية، عبر محاولات الانفصاليين ومن يدعمهم، لا يبدو عملا ذي جدوى، هذا ما يظهر على الأقل من رد فعل الخارجية المغرب، التي عبرت عن ارتياحها لطبيعة العلاقات بين المغرب و الإتحاد الأوروبي، واصفة الحوار السياسي بين الجانبين بال«خصب» .وقال يوسف العمراني، الكاتب العام لوزارة الخارجية في تصريح له عقب أشغال الدورة الرابعة للمشاورات السياسية بين المغرب والاتحاد الأوروبي المنعقدة أول أمس الخميس ، أن «المغرب والاتحاد الأوروبي منخرطان في حوار سياسي خصب وشراكة قوية للغاية، بفضل الوضع المتقدم والدفعة السياسية القوية التي أسفرت عنها قمتهما الأولى التي انعقدت بغرناطة والتي تسعى إلى استكشاف مجالات جديدة من أجل تعاون أكثر طموحا». وأضاف الدبلوماسي المغربي أن الطرفين تدارسا خلال هذه الدورة، التي تندرج في إطار حوارهما السياسي المنتظم، العديد من القضايا الهامة المدرجة في برنامج التعاون بين المغرب والاتحاد الأوروبي، والمتعلقة بالخصوص بقضية الوحدة الترابية للمملكة ومسلسل التطور السياسي في المغرب والتطورات الأخيرة في المنطقة المغاربية وفي القارة الإفريقية.وفي سياق متصل أفادت جريدة »إمبرسيال« الإسبانية ، أول أمس الخميس، أن الأممالمتحدة أصبحت تميل في سعيها لحل النزاع في الصحراء إلى التحث عن آليات جديدة من ضمنها احتمال اللجوء إلى مؤسسة »جيمي كارتر« واعتبرت الصحيفة أن من شأن إشراك منظمات أخرى من قبيل مؤسسة «جيمي كارتر » التي تحظى بصيت واحترام في العالم العربي، أن يساهم في إيجاد حل للنزاع من خلال إبداع أشكال جديدة في المفاوضات، خاصة و أن كريستوفر روس أكد في تقريره الأخير الموجه لمجلس الأمن أنه يجب الابداع والخيال للبحث عن الحل.