وسط صيف ساخن وبرودة ردة فعل الجهات المسؤولة أولاد تايمة : عبد اللطيف بركة واش هاذ المسؤولين مازال مابغينش إتفكرونا ".. هكذا وصف العياشي بمنطقة العصلة حال السكان مع معضلة نضوب آبار مياه الشرب فجأة خلال الأسبوعين الماضيين والتي لم يعقبها أي تدخل للجهات المسؤولة بإقليم تارودانت . أسبوعان من العطش وسط صيف ساخن وسكان العديد من القرى بأولاد تايمة وسبت الكردان يتحملون مشاق جلب الماء الشروب من مناطق بعيدة قد تصل في غالب الأحيان إلى مسافة عشرة كيلومترات. أطفال ونساء وشيوخ في رحلة يومية لجلب قطرة ماء في أوضاع مزرية وعويصة يصعب تحملها بسبب أزمة العطش التي تفرض نفسها بقوة لاسيما في المناطق البعيدة. لا تريد أزمة العطش أن تطلق قرى أولاد تايمة وسبت الكردان، رغم كل المشاريع التي خصصت في هذا المجال ورغم الوعود التي قطعها المسؤولون على جميع مستوياتهم بحل الأزمة. حيث كانت هذه الظاهرة محل نقاشات متكررة في المجلس الإقليمي لتارودانت والجماعات المهددة بالعطش، كل الوعود والمشاريع تبخرت بعد أن نضبت الآبار ولم يصبح فيها مياه للشرب أو حتى سقي الضيعات . أيت وعلي الحسين رئيس جمعية تيفاوين لمياه الشرب بجماعة أهل الرمل أكد للجريدة أن الوضع جد خطير إذا استمر على هذا الحال في الأسابيع القادمة، مشيرا إلى أن السكان ومعهم الفلاحون تفاجؤوا بنضوب الآبار في أزمة مائية سبق أن عصفت بالمنطقة خلال الخمس السنوات الماضية. أيت وعلي أفاد أن ثلاث جمعيات للشرب تعيش نفس الوضع كجمعية إيلالة وزاوية أيت بونقر، وتيفاوين تضم أكثر من ثلاثين ألف نسمة، هذا وناشد رئيس جمعية تفاوين عمالة تارودانت والمجلس الإقليمي بتخصيص شاحنات لجلب مياه الشرب للسكان خصوصا بمناطق جماعة الكدية و أهل الرمل وجماعة المهادي الأكثر تضررا من هذه الأزمة . وما زاد الوضع تعقيدا في هذه المناطق هو الكثافة السكانية الكبيرة التي قد تحتاج مجهودات كبيرة . مصادر عليمة أرجعت سبب نضوب الآبار بهذا الشكل لقلة التساقطات المطرية والاستغلال المفرط للمياه الجوفية لأغراض فلاحية . نفس المصادر كشفت أن العشرات من الآبار لا تتوفر على تراخيص قانونية تحدد حجم الاستهلاك وعمق الآبار التي يصل عمقها بشكل سري إلى قرابة 280 مترا في بعض المناطق، وهي المسؤولية التي تتحملها وكالة الحوض المائي لجهة سوس ماسة بحسب قانون 10/ 95 كقانون الماء والذي يحدد عمل هذه الوكالات وطريقة تدخلها للحفاظ على هذه المادة الحيوية باعتبارها ملكا عاما.