يوم استثنائي عاشته مصالح الوقاية المدنية بالمدينة الحمراء على امتدادات ساعات يوم أول أمس الخميس، وهي تجاهد لوقف تداعيات سيل الحرائق التي استعرت بمناطق مختلفة بالمدينة و في أوقات متزامنة. منطق"وحدة ترميك للأخرى"، أجبرت المصالح المذكورة على توزيع جهودها، و الدخول في سباق محموم ضد الساعة، لمحاصرة ألسنة النيران التي اندلعت ببعض المحلات والفضاءات،كان أخطرها الحريق الذي اندلع بسوق السمارين التقليدي. فارتفاع منسوب الحرارة، لم يكن له أن يمر دون التسبب في اندلاع حرائق مفاجئة، جعلت البعض يخسر الشاة وسقطها، فكان أصحاب بعض المحلات التجارية الموجودة بسوق السمارين أحد أهم الأسواق التاريخية في مرمى ألسنة النيران المستعرة. كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة من صباح أول أمس،حين بدأت أولى الشرارات تندلع من داخل محل متخصص في تجارة العقاقير"دروكري"، قبل أن تتحول إلى لهيب حارق يأتي على الأخضر واليابس. وجود بعض المواد السريعة الاشتعال، كان بمثابة عنصر إضافي زاد في الرفع من منسوب الحريق، عجزت معه كل المجهودات الذاتية المبذولة من طرف المواطنين في محاصرة النيران المشتعلة، ليشرع الأمر في التحول إلى مشهد تراجيدي، حين تدافعت النيران من خارج المحل المذكور، لتصب غضبها على المحلات المجاورة،التي يتخصص أغلبها في تجارة الأثواب والملابس. موقع الحدث باعتباره سوقا تقليديا تاريخيا،يعرف إقبالا كبيرا من طرف السياح والزوار وكذا ساكنة المدينة، رفع من حدة الاحتقان بالنظر إلى مظاهر الخوف والرعب،التي ألمت بالمارة والسابلة، ليتحول المجال إلى ساحة سباق عشوائي، والكل يجاهد للابتعاد عن الفضاء ، ولسان الحال يردد"الروح طلبات النجا". كانت حينها ألسنة النيران الملتهبة قد امتدت إلى العديد من المحلات المجاورة، وبدأت تعيث حرقا وإتلافا لكل محتوياتها، حين حلت عناصر الوقاية المدنية يتقدمها القائد الإقليمي، معززة بمجموعة من التجهيزات اللوجيستيكية وشاحنات الصهريج المحملة بأطنان من المياه. امتدت جهود الإخماد طيلة ساعات، بذلت خلالها عناصر الوقاية مجهودات جبارة، لمحاصرة الحريق في حدود ضيقة، لينقشع المشهد عن احتراق محتويات 5 محلات تجارية، وبالتالي تسجيل خسائر مادية جسيمة تقدر بملايين السنتيمات،بعد أن تحولت محتويات المتاجر إلى أثر بعد عين. حساسية الموقع،جعلت محمد غوزي والي جهة مراكش يغادر مكتبه بمبنى الولاية ،للالتحاق بالسوق ومتابعة الوضع عن كثب، فيما انصرفت المصالح الأمنية في إجراءات التحقيق، لتحديد مجمل الظروف والملابسات المحيطة باندلاع الحريق،الذي تم تصنيفه في خانة"مجهول الأسباب". في هذه اللحظة كانت عناصر الوقاية على موعد مع حرائق أخرى، دقت ناقوس خطرها بالمنطقة السكنية الجديدة المحاميد،حين نشب حريق بمنزل أسري، أتى على مختلف التجهيزات والأفرشة،تماما كما كان مصير منزل آخر بمنطقة الداوديات. بالحي العسكري قرب مدرسة البعثة الفرنسية،كان للعناصر المعنية موعد مع حريق شب في بعض الأحراش المنتشرة بالفضاء، وهددت ألسنته بالتطاول على المحلات المجاورة، ما استدعى استنفار شاحنات صهريجية لمحاصرته. بفضاء ضريح مجاور لقصر الباهية التاريخي، شكلت بعض الأحراش والقش مجالا خصبا لحريق إضافي استنفر بدوره مصالح الوقاية المدنية التي وجدت نفسها مضطرة لاعتماد سياسة"اقضي باللي كاين" بالنظر لتسخير عدد من عناصرها وتجهيزاتها للمساعدة في إخماد الحريق المندلع بغابة أمسكرود بأكادير، وبالتالي إلزامية الاعتماد على المتوفر، تحت يافطة" اللي فالنصل، يكرد البصل". إسماعيل احريملة تصوير: الأحداث المغربية