شكل ارتفاع منسوب حرارة أجواء مراكش،إيذانا بدخول المدينة موسم حرائق جديد،حيث اندلعت الشرارة الأولى، بمطعم فخم بالمنطقة السياحية ممر النخيل. كانت عقارب الساعة تشير إلى منتصف نهار أول أمس السبت،حين لاح في الأفق عمود دخان متصاعد بالمنطقة المذكورة،ما أشر على اندلاع حريق بأحد المؤسسات السياحية المبثوثة على طول هذا الفضاء،المترع بنفحات الثراء والبذخ. كان مسرح الحريق عبارة عن مجموعة اقتصادية تتشكل من مطعم شرقي، وعلبة ليلية، مجاورة لسوق ممتاز، بالإضافة إلى مرافق أخرى،حيث كانت ألسنة النيران تعيث حروقا وتدميرا بفضاء المطعم الذي يحمل اسم قصر النخيل التابع لمجموعة البهجة. عجز العمال والمستخدمون عن السيطرة على الشرارة الأولى للحريق، ما استدعى الاستنجاد بمصالح الوقاية المدنية،التي سخرت ثلاث شاحنات صهريجية كبرى، والعديد من العناصر المعززة بتجهيزات لوجيستيكية تتناسب وطبيعة الحريق كقنينات الأوكسيجين وبعض المعدات. دخلت العناصر المذكورة في صراع محموم ضد الساعة، وهي تجاهد للسيطرة على الحريق ومنع امتداداته للمحلات المجاورة، تفاديا لتطور الأمور إلى الأسوأ. مجهودات الإخماد استمرت لأزيد من ساعتين ونصف،تمكنت معها مصالح الوقاية المدنية من كبح جماح النيران المستعرة،ومحاصرتها داخل فضاء المطعم. انقشعت المجهودات المومأ إليها،عن خسائر مادية جسيمة،بعد أن أتت النيران على كل محتويات المطعم، وحولتها إلى أثر بعد عين،فيما لم تسجل أية خسائر أو إصابات بشرية. حساسية الموقع،استنفرت مختلف المصالح الأمنية والسلطات المحلية،التي استنفرت عناصرها،وضربت طوقا على الموقع، مع فسح المجال أمام عناصر الوقاية المدنية للانصراف لمجهودات الإخماد،والسيطرة على ألسنة النيران المستعرة. بعد النجاح في إخماد الحريق،انطلقت عمليات التحقيق لتحديد الظروف والملابسات المحيطة باندلاع الحريق، حيث تم ترجيح فرضية أن يكون تماسا كهربائيا وراء اندلاع الشرارة الأولى للحريق، دون أن تمنع الفرضية المذكورة،من تسجيل الأسباب في خانة "المجهولة"،في انتظار استكمال التحقيقات. كان الحريق مناسبة لإثارة انتباه الجهات المسؤولة محليا، لضرورة اتخاذ الاستعدادات الضرورية،وتعزيز شروط اليقظة، مع ارتفاع حرارة الجو،ودخول فضاءات المدينة صيفها الحارق،الذي سبب في أكثر من مناسبة في وقوع حرائق بمواقع وفضاءات مختلفة. إسماعيل احريملة تصوير:عبد النبي الوراق