تسبب «لعب الدراري»، في إضرام حريق مهول بإحدى العمارات السكنية، المنتصبة بشارع محمد الخامس بمراكش. كان فضاء الشارع المذكور، الموجود بالمنطقة السياحية جيليز، يعيش هدوء نادرا، بعد أن خفت فيه الحركة، وانتدب رواده بعض فضاء المقاهي، بعيدا عن حرارة الجو التي كانت تضرب بأطنابها مختلف مناحي الحياة بالمدينة. فجأة ارتفع عمود دخان كثيف من داخل إحدى العمارات، وخيمت على الأجواء سحابة قاتمة،مترعة بروائح حريق، قبل أن يشق هدوء المنطقة زعيق سيارات الإسعاف، وشاحنات الإطفاء الصهريجية الخاصة بمصالح الوقاية المدنية. كان واضحا أن حريقا مهولا قد اندلع بإحدى شقق العمارة، حيث كان يقود خيط الدخان المتصاعد إلى الطابق الرابع من العمارة، التي كان يغادرها قاطنوها، وقد ارتسمت على تقاسيم وجوههم علامات الخوف والرعب. انخرط رجال الوقاية المدنية، في سباق ضد الساعة، وهم يجاهدون لمحاصرة ألسنة النيران، ومنع امتداداتها إلى باقي الشقق والطوابق، وكذا الحيلولة دون انفجار قنينات الغاز التي كانت تؤثث مطبخ الشقة المحترقة. تطلبت عملية السيطرة على الحريق، بذل مجهودات جبارة، قبل أن ينقشع دخان الحريق على إتلاف جميع محتويات الشقة، التي أتت ألسنة النيران على كل محتوياتها. التحريات الأولية، أشارت بأصابع الإتهام إلى “قلة العقل”، حيث كان طفل صغير لم يتجاوز ربيعه العاشر، موجودا بالشقة وحده، ليقرر تزجية الوقت باللعب في مفاتيح الكهرباء، ما أدى إلى حدوث تماس كهربائي مفاجىء، نتج عنه اندلاع النيران، التي خلفت خسائر مادية جسيمة. إسماعيل احريملة تصوير: عبد النبي الوراق