حرارة مفرطة زوال أول أمس السبت بمراكش. ألسنة اللهب زادت من الحرارة درجات أخرى بكل من منطقتي الداوديات ودوار العسكر، بعد اندلاع حريقين. في البداية كان الفضاء التابع لمستشفى الرازي، والمتاخم لمؤسسة دار البر والإحسان، حيث يتم تجميع كل أصناف الخرداوات وسقط المتاع من أفرشة وأغطية مهترئة، حين طالته أيادي مجهولة، وتسببت في حريق، امتدت ألسنته إلى مجمل محتويات الفضاء، ما جعل الساكنة المجاورة تعيش لحظات عصيبة. تجندت عناصر الوقاتية المدنية، وسخرت بعض الشاحنات الصهريجية، ومعدات لوجيستيكية، لتطويق الحريق، ومنع امتداداته إلى المؤسسات المجاورة. ومما زاد من صعوبة المهمة، وجود رياح ساخنة، كانت تلفح بحرارتها الوجوه، وتساعد على انتشار النيران بمختلف الفضاء، وبالتالي تطلبت مجهودات الإخماد ساعات عصيبة، قبل التمكن من السيطرة على الحريق. لم يكد رجال الوقاية المدنية، يتنفسون الصعداء، ويسترجعون أنفاسهم، حتى دوت صافرة الإنذار بالثكنة من جديد. كان العنوان هذه المرة إقامة سلمى بالمسيرة الأولى بمنطقة دوار العسكر، حيث تلتهم ألسنة النيران محتويات إحدى الشقق المأهولة. بوصول عناصر الوقاية للموقع المذكور، كانت عدة أسر متجمعة حول العمارة، وعلامات اليأس بادية على الوجوه، فيما بعض النسوة منخرطات في البكاء حزنا على ضياع متاعها. ألسنة النيران كانت تتراقص داخل الشقة وتنفت أدخنتها في وجه الشقق المجاورة، التي غادرها أصحابها. مجهودات كبيرة بدلتها عناصر الإنقاد، للسيطرة على الحريق، مستعينة في ذلك بأجهزة التنفس اتقاءا لاختناقات الفضاء الضيق، مع تلمس الخطو بحدر بالنظر لوجود بعض قنينات الغاز الكبيرة من الحجم الكبير، والتي كانت تهدد بالانفجار في وجه عناصر الوقاية. باحترافية كبيرة، تمكنت بعض العناصر من السيطرة على القنينات وإبعادها من موقع الحريق، فاسحة المجال لزملائها للإنقضاض على ألسنة اللهب المستعرة، لتكون الحصيلة تفحم مجمل محتويات الشقة، مع تضرر كبير في الجدران والسقوف. التحقيقات الأولية لم تستبعد إمكانية أن يكون السبب تماسا كهربائيا مفاجئا، ساعده في التحول إلى حريق مدمر، تواجد بعض الافرشة الأسفنجية، وبالتالي تسجيل خسائر مادية جسيمة، خصوصا بعد اأن رسم الحريق معالمه، بالجدران الخارجية لأربع شقق مجاورة. إسماعيل احريملة