تم اللجوء إلى طائرتين من أجل تطويق الحريق الذي شب في غابات منطقة «أمسكرود»، الواقعة شرق مدينة أكادير، حيث ظلت الطائرتان تنظمان طلعات منتظمة من المطار العسكري لإنزكان طيلة أول أمس الأربعاء، بعد أن التهمت النيران مساحات شاسعة من غابات الأركان، حيث ذكرت آخر الأنباء أن المساحات التي لحقها التدمير قد تجاوزت 160 هكتارا من أشجار الأركان والعرعار وغيرهما من النباتات المشكلة للغطاء النباتي في المنطقة. وقد مسّت الحرائق الغابات المجاورة لدوار «توزونين»، التابع لجماعة «أمسكرود»، حيث ذكرت بعض الأخبار الواردة من المنطقة أن عددا كبيرا من المنازل وخلايا النحل قد تكون تضررت بالنيران التي انتشرت بشكل سريع بسبب الغطاء النباتي الهشّ وارتفاع درجة الحرارة وقوة الرياح التي ساهمت في جعل ألسنة النيران تمتد إلى مساحات واسعة، كما أن غياب تغطية الهاتف المحمول أعاق سبل التواصل بين أبناء المنطقة. ووفق آخر التصريحات التي أدْلت بها المديرية الجهوية للمياه والغابات، فإن جهود إطفاء الحريق ما تزال مستمرة ولم يتمَّ الإعلان بعد عن قرب تطويق الحريق، كما أشارت بعض المصادر إلى أن وعورة تضاريس المنطقة وغياب الطرق التي يمكن أن تستعملها الشاحنات زاد من تعقيد المهمة، مما دفع المصالح المعنية إلى اللجوء إلى استعمال الطائرات، كما تجندت لذلك أعداد كبيرة من رجال المطافئ والدرك الملكي والقوات المساعدة، إضافة إلى متطوعين من ساكنة الدواوير المجاورة. وأبدى بعض المواطنين تخوفهم من اقتراب النيران إلى بعض منازل الدواوير المجاورة، خاصة بعد الحديث عن انتشار أخبار تفيد بتضرُّر بعض قطعان الماشية، وهو الخبر الذي لم يتم تأكيده بعدُ بشكل رسمي. ويأتي هذا في الوقت الذي ما يزال فيه البحث جاريا للوقوف على الأسباب التي أدت إلى اندلاع هذا الحريق الذي يجعل الإجراءات التي أعلن عنها لتطويق تكرار هذه الحرائق في المحك، خاصة وأن هذا الحريق يعتبر الثانيَّ من نوعه الذي تعرفه المنطقة، حيث كانت الغابات التابعة لجماعة «إيموزار» قد شهدت حريقا مهولا أدى إلى إتلاف مساحة تجاوزت 300 هكتار من أشجار الأركان والعرعار وبقية مكونات الغطاء النباتي الذي يتميز بوفرته في المنطقة، وخلف خسائر فادحة، إذ تضررت مساحات شاسعة كانت تُستغَل في الرعي وفي إنتاج العسل بأنواعه.