العنصر وبنسليمان يحلان على عجل بأكادير والطيران الإسباني يدخل على الخط يستمر حريق أمسكرود في التهام مئات الهكتارات من أشجار الأركان والعرعار والخروب …وبسبب ذلك حل بأكادير عشية أول أمس وزير الداخلية امحمد العنصر والجنرال حسني بنسليمان القائد الأعلى للدرك الملكي، لبحث سبل توقيف ألسنة اللهب التي تدخل أسبوعها الأول. كما حل منذ ثلاثة أيام المفتش العام للوقاية المدنية الذي يتابع مجريات هذه الكارثة في الميدان. وأعلن وزير الداخلية أن الجارة إسبانيا دخلت على الخط لتقديم يد المساعدة من خلال مشاركتها في إخماد الحريق بطائرتين متطورتين من نوع " كنادير" ، وصلتا في الساعات الأولى من صباح أمس، لتشرعا فور وصولهما في دعم الطائرات السبع التي فشلت في الحد من تقدم النيران المدمرة التي أتت على الأخضر واليابس والتي انطلقت عشية السبت الماضي. وبلغ عدد الموارد البشرية المسخرة لإخماد الخسائر 600 شخص، بإضافة 100 رجل من الوقاية المدنية والقوات المساعدة والأعوان، إلى جانب 10 طائرات، 6 طائرات من نوع كنادير وأربع طائرات تابعة للدرك الملكي تتزود بمادة مخصصة لإطفاء الحريق، إضافة إلى التزود بالماء من سد عبد المومن. وفي السياق ذاته، أجرى جلالة الملك محمد السادس ، مباحثات هاتفية مع العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس الأول، أعرب خلالها، للعاهل الإسباني عن بالغ تشكراته وامتنان المملكة للدعم الذي قدمته الحكومة الإسبانية من أجل السيطرة على الحريق، حيث يجري التنسيق بشكل متواصل بين وزيري الداخلية في البلدين في إطار العمليات المستمرة الجارية بهدف السيطرة على هذا الحريق، إذ يتم التعاون الثنائي في هذا المجال بشكل مثالي. وسبق لإسبانيا أن قدمت مساعدة للمغرب في ظروف مماثلة، كما عبأت المملكة المغربية وسائلها دعما للبلد الجار خلال كوارث طبيعية من هذا القبيل. اجتماع ليلة أول أمس انعقد بمقر ولاية أكادير، بحضور المسؤولين الجهويين على رأسهم محمد اليزيد زلو والي الجهة، والقائد الجهوي للدرك الملكي والقائد الجهوي للوقاية المدنية…في الوقت الذي بلغت فيه الخسائر 900 هكتار. وقد استمع المجتمعون في البداية لشروحات مستفيضة حول مخلفات الحريق، والمجهودات المبذولة لتحاشي وصوله إلى الدواوير المتناثرة بالمنطقة، كما تم التطرق لأسباب عدم التمكن من إخماده بشكل نهائي، من بينها وعورة التضاريس وارتفاع درجة الحرارة وهبوب رياح الشركي. وأشارت التدخلات إلى أن المحاولات كانت بدون جدوى بعد إخماد النيران، لكون رياح الشركي ساعدت في امتدادها إلى مناطق أخرى أو اشتعالها بنفس المكان مرة أخرى. من المشاهد التي عرفها يوم أول أمس، اقتراب النار من دوار تانيلت. وتمت مركزة كل جهود فرق التدخل للتمكن من تجنيبه الوقوع في خط مرمى النار. مجموعة من الدواوير المهددة لم يعد يغلق لها جفن، تراقب عن بعد ليلا ألسنة اللهب تحسبا لمهاجمتهم على حين غرة، في حين انضم مئات المتطوعين إلى فرق الإطفاء في إطار استباقي متقدم، بوسائل بسيطة. لحد الآن لم تسجل خسائر بشرية، وأفاد مسؤول بولاية أكادير أن هناك خطة إنقاد مستعجلة لإجلاء السكان في أي وقت في حالة تهديدهم ووصول النيران إلى منطقتهم، سيما وأن ألسنة النيران تتمكن من الامتداد من أشجار بعيدة. على بعد عشرات الأمتار، إلى جانب أن الرياح تقذف مواد مشتعلة، مما يحد من وضع نهاية للنار. أمينة المستاري ( عبد اللطيف بركة