حضيت العلاقة بين الممارسة الرياضية والرغبة الجنسية باهتمام العديد من الدراسات العلمية التي حاولت الكشف عن التأثيرات الايجابية للممارسة الرياضية حيث تبين أن الأشخاص الذين يمارسون الأنشطة الرياضية بشكل منتظم ومعتدل تزداد حيويتهم ويشعرون بثأتيرات إيجابية على حياتهم الجنسية والعاطفية فكيف ذلك؟ أظهرت دراسة تم خلالها إخضاع مجموعة من الأشخاص لبرنامج للركض طيلة تسعة أشهر بشكل ملحوظ أن الإيقاع الشهري للعلاقات الجنسية ارتفع إلى 12 مرة عوض 7 تقريبا قبل الخضوع للتداريب الرياضية. دراسة أخرى أجريت على 25 امرأة خضعن فيها لتداريب في رياضة “الإيروبيك” مدة ثلاثة أشهر وكانت النتيجة أن النشاط الجنسي لديهن ارتفع بنسبة 30 في المائة . وخلص الباحثون بعد عدة تجارب في النهاية إلى أنه كيفما كان الجنس والعمر فالأشخاص النشيطون بدنيا تكون حياتهم الجنسية أكثر غنا ومردودية مقارنة بالآخرين. وفي هذا السياق أكد المختص الأمريكي الشهير في علم الجنس “وليام ماسترز” أن الوظيفة الجنسية مثلها مثل كل الوظائف الفزيولوجية تتم بشكل فعال بالنسبة للأشخاص الذين ينعمون بصحة جيدة. والأنشطة الرياضية كما أثبتت الأبحاث العلمية تساهم في تقوية جهاز القلب والشرايين وتحسن من درجة انسياب وجريان الدم وبذلك تتزود مختلف الأعضاء بشكل جيد بالطاقة والأكسجين ومن ضمنها الجهاز التناسلي. وفي ذات السياق دائما قام باحثون من جامعة كاليفورنيا بتجربة على حوالي 95 رجلا خمولا معدل سنهم 48 سنة ويتمتعون بصحة جيدة. وطيلة 9 أشهر شارك 78 منهم في برنامج تدريبي يتضمن أربعة حصص أسبوعية مدة كل واحدة 60 دقيقة وبتمارين رياضية ذات شدة تصل إلى 80 في المائة من قدرات القلب القصوى.17 آخرون كانوا يمشون مدة ساعة أربع مرات في الأسبوع. وبالاستناد إلى المفكرة الحميمية لكل المشاركين تبين للباحثين أن من قاموا بتمارين ذات شدة عالية زادت علاقاتهم الجنسية بنسبة 30 في المائة عن المعتاد. أكثر من هذا فالأشخاص الذين كانوا يعانون من مشاكل الانتصاب نقص عددهم كما لوحظ تنامي للرغبة الجنسية بالنسبة للأشخاص الممارسين لرياضة المشي. المرأة والنشاط البدني والليبيدو قامت الدكتورة “ليندا دو فيليرز” أستاذة علم النفس بجامعة لوس انجلوس باستقراء لدى 8000 قارئة لإحدى المجلات الصحية. وتبين لها أن 25 في المائة منهن يرغبن في المعاشرة الجنسية بعد القيام بأنشطة رياضية. وبعد 6 أشهر من الممارسة الرياضية 34 في المائة من النساء ذكرن أن حياتهن الجنسية غدت مريحة و89 في المائة أبدين ثقة في قدراتهن الجنسية كيف تؤثر التمارين الرياضية على الحياة الجنسية كل الدراسات تؤكد التأثيرات الإيجابية للنشاط البدني عقليا وبدنيا ونفسيا والتوفر على قوة تحمل على مستوى القلب والشرايين وعلى عضلات قوية تعتبر مؤهلات للعلاقة الجنسية الجيدة. ففي حالة طول مدة المعاشرة فالأشخاص ذوو اللياقة البدنية الجيدة لا يشعرون بالعياء ويتوفرون على مخزون مهم من الطاقة. ويستفيد الرجال الذين تتجاوز أعمارهم 50 سنة من التأثير الإيجابي للتمارين الرياضية على مستوى الدورة الدموية وإفراز هرمون التيستوستيرون فالتمرين البدني المعتدل يسهل تدفق الدم بالقضيب ويزيد من نسبة هرمون التيستوستيرون في الدم والتي تزيد من إثارة الرغبة الجنسية. وتجب الإشارة كذلك إلى أن عملية ضبط الليبيدو عبر النشاط البدني تتم على مستوى الدماغ. وفي هذا الإطار أشارت دراسات حديثة أن التمرين البدني سواء كان معتدلا أو شديدا يؤثر بشكل ملحوظ على مستوى تركيز هرموني البرولاكتين- و-التينيزانت- كهورمونين يثيران الرغبة الجنسية، وذلك عبر إثارة إفراز هرمون التيستوستيرون. حذار من الإفراط فوائد الرياضة محمودة لكن حذار فالإفراط في النشاط الرياضي قد يكون عاملا أساسيا في فقدان شهوة الجماع وهذه الحالة غالبا ما توجد لدى عدائي المارطون الذين يتجاوزون 25 كلم من الجري يوميا. ووفق بعض الدراسات تبين أن الأشخاص الذين يعتادون على الركض أكثر من 60 كلم في الأسبوع تنخفض لديهم نسبة إفراز هرمون الذكورة مما يساهم في تدني شهوتهم الجنسية. نفس الحالة لوحظت لدى الدراجين المشاركين في طواف فرنسا الذي تصل نسبة انخفاض هرمون -التستوستيرون- إلى 40 في المائة . ويجهل لحد الساعة ما إذا كان هذا الانخفاض اللحظي يعيق النشاط الجنسي. لكن ما هو مؤكد أنه بعد ساعات من التمارين الرياضية القوية تتقلص الرغبة في المعاشرة الجنسية. لذلك ينصح بالتقيد بالنشاط البدني لكن بشكل معتدل ومنتظم.