«راجلي هو اللي سلت ليا سروالي وضربني بكابلي ديال الضو على فخادي وظهري». كلمات خرجت بصعوبة من فم الشابة «هناء» ذات الثمانية عشرة ربيعا بوجها الشاحب وعينيها الدامعتين، وهي تبوح بآلامها النفسية والجسدية بعد تعرضها لتعذيب وحشي من قبل زوجها. بين لحظة وأخرى كانت الشابة تتوقف عن الكلام وتتيه بنظراتها في مكتب الفرقة الولائية لمحاربة العنف ضد النساء بولاية أمن البيضاء. والدتها عرفت لحظتها أن فلذة كبدها تحتاج إلى شحنة دعم وطمأنينة، فمسكت بقوة بيدها حتى تستمر في البوح بما تلقاه جسدها الغض من ضرب نتج عنه عجز لمدة 28 يوما. وفي لحظة سقطت دمعتين على وجنتي «هناء» بعدما تذكرت تعرضها منذ فترة ليست بالقصيرة لضرب مبرح «بمدلك» كان سببا في تشقق عظم يدها اليسرى، وسبب آخر في سقوط جنينها ذي الأربعة أشهر. حالة هناء ليست استثناء، بل هي واحدة من عشرات بل مئات حالات العنف الممارس ضد النساء، والتي تمت معالجتها في أبريل وماي ويونيو من السنة الجارية على مستوى الدارالبيضاء، سواء المحالة مباشرة على الفرقة الولائية لمحاربة العنف بالبيضاء أو الواردة بتعليمات من النيابة العامة. وحسب إحصائيات عمل خلية محاربة العنف ضد النساء خلال أبريل، ماي ويونيو من السنة الجارية، يتضح أن العنف الجسدي ضد النساء تجاوز من حيث الأرقام العنف الجنسي. الأرقام كشفت أن العازبات مابين 18 و30 سنة، كن الأكثر عرضة للعنف الجسدي والجنسي حيث بلغت النسبة 77 حالة للعنف الجسدي و22 حالة اغتصاب. في حين وصلت نسبة النساء المعنفات جسديا إلى66 حالة، مقابل 3 حالات فقط معنفات جنسيا. من بين جل هذه الحالات 6 موظفات و47 مستخدمات. أما الطالبات فكن في المقدمة ب77 حالة. بخصوص علاقة القرابة مع المعنفات جاء الغرباء في المقدمة، يليهم الأزواج ثم الجيران. أما أماكن الإعتداء فتتفوق فيها الفضاءات العمرمية . وتبقى أكثر القضايا المطروحة على الفرقة الولائية لمحاربة العنف ضد النساء والمتعلقة بالعنف ضد القاصرين خلال نفس المدة،هي التي مست القاصرين مابين15 و18 سنة المعنفين في الشارع حيث وصلت إلى40 حالة مقابل 14 حالة حالة هتك عرض. هذه الأرقام والإحصائيات التي نشرتها الفرقة الولائية لمناهظة العنف ضد النساء بولاية أمن البيضاء هي المرتبطة بالإجرام الظاهر الذي يصل إلى المصالح الأمنية. أما الإجرام الخفي والذي يبقى طي الكتمان فهو أكبر من ذلك بكثير والسبب العادات والتقاليد والقيم الاجتماعية والخوف من الفضيحة. إضافة إلى هذه الملاحظة فإن الإحصائيات التي أعلنتها ولاية أمن البيضاء ركزت على العنف الجسدي والجنسي، دون توضيح أشكال هذا العنف، كما أسقطت الأرقام حالات التحرش الجنسي.