وهي تبوح بآلامها النفسية والجسدية بعد تعرضها لتعذيب وحشي من قبل والدها. بين لحظة وأخرى كانت الصبية تتوقف عن الكلام وتتيه بنظراتها في مكتب خلية محاربة العنف التابعة للشرطة القضائية لأمن أنفا بالبيضاء صبيحة الجمعة الماضية. والدتها وبخبرتها عرفت لحظتها أن فلذة كبدها تحتاج إلى شحنة دعم وطمأنينة، فمسكت بقوة بيدها حتى تستمر في البوح بما تلقاه جسدها الصغير من ضرب نتج عنه عجز لمدة28 يوما. وفي لحظة سقطت دمعتين على وجنتي «هناء» الصغيرتين بعدما تذكرت تعرضها منذ فترة ليست بالقصيرة وقبل الأخيرة لضرب مبرح «بمدلك» كان سببا في تشقق عظم يدها اليسرى وسببا آخر في ضياع سنتها الدراسية. عندما أنهت جولة من البوح بما تعرضت له انهمكت الصغيرة في العبث بشعرها غير دارية بما حولها في ذات الوقت الذي كانت والدتها تجلس قبالة المفتشة الممتازة مسؤولة خلية محاربة العنف بأمن أنفا تحكي بدورها عن معاناتها بدورها مع زوجها والتي لاتنتهي مع الضرب والتجريح على مدار الساعة. قبل اللجوء إلى مقر خلية العنف بولاية أمن البيضاء كانت الزوجة «سلوى» تقدمت بشكاية لدى النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية ضد زوجها متهمة إياه بتعذيب صغيرتها بشكل غير انساني وطردها من بيت الزوجية، فماكان من النائبة الأولى لوكيل الملك إلا توجيهها إلى خلية مناهظة العنف للإستماع إليها وطفلتها وللطرف المشتكى به. حالة الطفلة «هناء» ووالدتها ليست إلا وحيدة من الحالات العديدة التي تلجأ يوميا إلى خلية العنف بمقر الشرطة القضائية لأمن أنفا بالبيضاء ولاتقتصر الحالات على العنف الجسدي بل يشمل العنف الجنسي أوالنفسي والاقتصادي والمؤسساتي والمتمثل في التحرش الجنسي في مقرات العمل. مصدر من ولاية أمن البيضاء أكد أن منطقة أنفا تسجل أكبر جهة في البيضاء تعرف ارتفاعا في ملفات العنف الممارس ضد النساء على مستوى المدينة والحالات الأكثر استعصاءا الأمر الذي دفع من جهة بوالي أمن الدارالبيضاء الكبرى «مصطفى الموزوني» ومنذ ثلاثة أشهر إلى خلق خلية لمناهظة العنف ضد النساء تابعة لمصلحة الشرطة القضائية لأمن أنفا وهي سابقة علي المستوى الوطني لأن الخلايا ونتيجة لإتفاق سابق بين كل من وزارة االداخلية ووزارة العدل ووزارة التضامن الاجتماعي والأسرة ووزارة الصحة أتفق على تشكيل خلية واحدة على مستوى كل ولاية أمن والاستثناء الوحيد هو الذي حصل على مستوى منطقة أنفا، ومن الجهة الثانية بوكيل الملك لدى استئنافية البيضاء إلى عرض حالات العنف الأكثر صعوبة على خلية مناهظة العنف التابعة للشرطة القضائية لأمن أنفا وذلك للخبرة والدينامية التي تتمتع بها المسؤولة علي الخلية . خلية مناهظة العنف ضد النساء في أمن أنفا وكغيرها من الخلايا لاتشتغل باستقلالية بل بتوجيه وإشراف من خلايا التكفل بالنساء في كل من المحكمة الابتدائية والاستئناف بالبيضاء ومركزيا تحت إشراف الأستاذة «أفروخي» الرئيسة المركزية في وزارة العدل بالرباط وفي نفس الوقت الذي تنسق فيه مع جمعيات تشتغل على قضايا النساء وفي مقدمتها جمعية عيون نسائية والرابطة الديمقراطية لنساء المغرب وجمعية تواصل وغيرها وتبقى أكثر القضايا المطروحة على خلية مناهظة العنف هي العنف الممارس ضد المرأة والأطفال في وضعية صعبة ومشاكل النزاع على الحضانة بعد التطليق خصوصا في الزواج المختلط والصعوبة في تطبيق الفصل53 من مدونة الأسرة والخاصة بارجاع المطرودات من بيت الزوجية وتوفير الأمان لهم والتحرش الجنسي الممارس في بعض الادارات العمومية والقطاع الخاص