ألغى قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بمكناس, يوم الثلاثاء الماضي, أولى جلسات البحث التفصيلي مع رؤساء المناطق الغابوية بكل من بومزيل و تلاغين و اغبالو نخوان، الذين كانت قد أحالتهم عليه النيابة العامة بجنايات مكناس, بتهمة "الإيذاء العمدي باستعمال السلاح المؤدي إلى الموت دون نية إحداثه", في إطار التحقيق بقضية اغتيال الخشاب عبد الرحيم ابراوي, يوم الأربعاء فاتح رمضان. قاضي التحقيق أجل الجلسة إلى ما بعد شهر رمضان, محددا لها يوم التاسع عشر من شهر غشت القادم, كموعد جديد, و هو نفسه التاريخ الذي تم تحديده للاستماع كذلك لستة أشخاص آخرين من رفاق الضحية, ممن قاموا بتسليم أنفسهم إللى الضابطة القضائية للدرك الملكي بخنيفرة, التي أحالتهم, في حالة اعتقال, على الوكيل العام باستئنافية مكناس, الذي قرر متابعتهم بتهمة تكوين عصابة إجرامية و القطع الغير قانوني لأشجار الأرز بغابات المنطقة, فضلا عن كونهم شهودا على لحظة مقتل عبد الرحيم ابراوي, التي يكتنفها الكثير من الغموض و الالتباس. ففي الوقت الذي يقول فيه تقرير المهمة الذي أنجزه الغابويون المتهمون, بأنهم اضطروا إلى إطلاق الرصاص دفاعا عن النفس في أعقاب اشتباك بالأسلحة النارية مع مخالفين كانوا بصدد "ارتكاب مخالفة غابوية تخص القطع الجائر لأشجار الأرز بالمنطقة الغابوية لبومزيل", ينفي فيه شهود الواقعة الستة ذلك, جملة و تفصيلا, متشبثين بعدم حدوث أي تبادل لإطلاق النار بينهم و بين حراس الغابة, مؤكدين, بالمناسبة,عدم امتلاكهم لبنادق أو أسلحة نارية كيفما كان نوعها. من جهة أخرى دعت مصادر"الأحداث المغربية", إلى الإسراع لوضع حد لعمليات الاعتداء بالأسلحة النارية التي يتعرض لها الحراس الغابويين التابعين للمديرية الإقليمية للمياه و الغابات و محاربة التصحر بخنيفرة, مُحذرة من خطورة امتلاك عصابات لتهريب أخشاب الأرز, التي تنشط بالمنطقة لأسلحة بدون وثائق رسمية و بنادق تقليدية, محلية الصنع, لا تشكل خطرا على الفوريستيا فقط بل تتعدى ذلك لتشكل تهديدا للأمن الداخلي للبلاد. محمد فكراوي