كان مشهد الدخان الكثيف وهو يغطي سماء سوق "كاسبرطا"، أول أمس الخميس، موعد السوق الأسبوعي، كافيا لإثارة حالة من الفوضى بالمنطقة، حين هرع إلى عين المكان جمهور غفير من التجار والمتسوقين والمارة، وسط تخوف أصحاب المحلات من اتساع رقعة الحريق في السوق. شهرة سوق "كاسبرطا"، الذي يعد أحد أهم الأسواق بالمدينة، وأكبر مرفق تجاري بتراب المقاطعة الحضرية السواني، جعلت خبر اندلاع حريق بأحد أجنحته ينتشر بسرعة، في الوقت الذي انتقل إلى موقع الحادث مجموعة من المتطوعين في محاولة للحد من زحف ألسنة النيران في اتجاه وسط السوق ، حيث تتواجد العديد من المتاجر المختصة في بيع الأثواب والزرابي، قبل أن تتمكن عناصر الوقاية المدنية من السيطرة على الحريق. الحادث وقع بجناح بيع الأدوات المستعملة والمتلاشيات، في منطقة يطلق عليها اسم "الفلوجة "، نسبة إلى المدينة العراقية التي تحولت إلى خراب بفعل كثرة التفجيرات التي شهدتها، بعدما ظل ذلك الجناح مهجورا لعدة سنوات بعد إحداثه في عهد المجموعة الحضرية، وتحولت العديد من محلاته إلى أوكار للمنحرفين ومدمني المخدرات الصلبة، كما صار العديد من التجار يجدون صعوبة كبيرة في عرض سلعهم أمام ضيق مساحة المتاجر، وهو ما حوله ( جناح الفلوجة ) إلى فضاء عشوائي يستقطب كل أنواع النفايات. العشرات من المحلات تضررت من هذا الحريق، الذي لم يخلف لحسن الحظ خسائر بشرية، رغم تزامنه مع يوم السوق الأسبوعي، حيث يعرف توافد العديد من الأشخاص للتسوق والتجول بين مرافق السوق، كما تواصل مصالح الأمن البحث لكشف ملابسات هذا الحادث، في الوقت الذي تعالت فيه أصوات بعض الجمعيات المهنية مطالبة السلطات المحلية بتأهيل السوق وإنهاء حالة الفوضى التي يعيشها أمام استمرار تكرار مثل هذه الحوادث. محمد كويمن