هل تتحول السجون إلى بوابة نحو الوطن الأم ؟ أم أن بلجيكا ملت من عمليات فرار السجناء الهوليودية، التي تستخدم فيها تارة طائرات الهيلوكوبتر ، وتارة رشاشات الكلاشنيكوف ، فقررت التخلص منهم بشكل جماعي0 مئات السجناء المغاربة سوف يتم ترحيلهم صوب بلدهم الأصلي من أجل إستكمال عقوباتهم، إذ بعد أربع سنوات من الانتظار، صادق البرلمان المغربي مؤخرا، على معاهدة بين المملكتين المغربية والبلجيكية، تقضي بإرجاع المعتقلين المغاربة في السجون البلجيكية إلى المغرب، المعاهدة دخلت حيز التنفيذ ابتداء من فاتح ماي الماضي 0 « منذ حوالي عشرة أيام كنت على علم بأن السلطات المغربية قد وافقت على البروتوكول، تم استيفاء كافة الشروط، حتى يكون بإمكان المعتقلين من جنسية مغربية العودة إلى بلدهم » يقول ستيفان دوكليرك وزير العدل البلجيكي، لوسائل الاعلام المحلية، قبل أن يعبر عن رغبته في إدراج من هم بصورة غير قانونية في البلاد ضمن ينود المعاهدة، حتى لو لم يرتكبوا جرائم خطيرة ، و حتى لو كانت السجون المغربية أقل راحة – في نظره – فإنه يمكن لهؤلاء السجناء الاندماج على نحو أفضل مع أسرهم وأقاربهم في بلدانهم الأصلية، كما برر الوزير القرار باكتضاض كبير في السجون البلجيكية . ويقدر عدد السجناء من أصل مغربي في السجون البلجيكية بحوالي 1100 سجين، مما يعني احتلال المغرب المرتبة الثانية في القائمة بعد البلجيكيين، لكن معظمهم يحملون جنسية مزدوجة، أو متزوجين من بلجيكيات، أويقضون عقوبات إعتقال الاحتياطي، وبالتالي لا يمكن إعادتهم إلى المغرب لأن المعاهدة الجديدة لا تشملهم ، وتضم سجون بلجيكا اليوم نزلاء من 110 جنسيات مختلفة0 وللتذكير، تم توقيع أول بروتوكول بين المغرب وبلجيكا في عام 1997، ينص على عودة السجناء المغاربة إلى المملكة، لكن كان مشروطا موافقة أي سجين قبل نقله إلى موطنه 0 يبدو أن بلجيكا وجدت وسيلة فعالة للحد من عدد من السجناء، والتكاليف التي تفرضها على إدارة السجن ، والتخلص من المهاجرين المغاربة غير الشرعيين، لكن العصبة البلجيكية لحقوق الإنسان اعتبرت « الاستعانة بجهات خارجية لممارسة نوع من السلطات السيادية ، والتي تؤثر على حقوق الإنسان ، حقا فضيحة » ، فان دير ميرشين رئيس الرابطة البلجيكية لحقوق الإنسان ، عبر لوسائل الإعلام البلجيكية عن رفضه رفض عودة المعتقلين إلى المغرب، لأن التقارير الدولية – حسب قوله – تظهر أن ظروف اعتقال السجون المغربية أسوأ مما هي عليه في بلجيكا . السجون البلجيكية تضم حاليا أكثر عشرة آلاف وخمسمائة سجين، منهم ستة آلاف تقريبا من البلجيكيين أو حاملي الجنسية البلجيكية، منذ 2007 نجح 166 سجينا في الفرار من سجون بلجيكا، منهم 111 من البلجيكيين أو حاملي الجنسية البلجيكية، واكتظاظ السجون في بلجيكا، كان أحد الملفات الشائكة التي واجهت الوزارات المعنية طوال السنوات الأخيرة، حتى إن السلطات اضطرت إلى الاستعانة بالدولة الجارة هولندا، لاستئجار سجون قريبة من الحدود بين البلدين 0