اهتز مستشفى جامعي بعاصمة الغرب الجزائري وهران على وقع فضيحة لا يتصورها عقل، وقعت في مكان يفد إليه الناس طلبا للتعافي والأمان الصحي والنفسي وليس للوقوع فريسة لذئاب آدمية لا يختلف بالنسبة لهم المستشفى عن الغاب أو الزوايا المظلمة بالشوارع. موقّع الفضيحة ليس سوى ممرّض، ائتمنته إدارة المستشفى على سلامة المرضى وحسن رعايتهم، استغّل فترة دوامه الليلي ليعتدي على مريضة ضعيفة لا يتعدى سنها ال 24 عاما، هي زوجة وأم. فبعد تخديرها بمادة وضعها بكيس المصل (السيروم)، الذي كان يزود عددا من المريضات اللائي خرجن من غرفة العمليات لتقويتهن، وعمد الممرض الجاني إلى تخدير مريضتين أخريتين خضعتا لعمليات جراحية مختلفة، كان ينوي الاعتداء عليهما تباعا لولا صراخ الضحية الأولى ولفتها انتباه العاملين القلائل الذين كانوا غير بعيدين عن موقع الجريمة النكراء. ووقع الاعتداء على مستوى إحدى قاعات مصلحة الجراحة العامة، حيث خضعت الضحية لعملية جراحية دقيقة على مستوى الحنجرة. وحسب شهادة الضحية لمصالح الأمن، فإن الممرض الذي لا يتعدى سنه 28 سنة ويعمل بالمستشفى منذ العام 2004، ظل يتربص بالمريضة الشابة منذ استرجعت بعض وعيها من المخدر، الذي خضعت له قبل دخولها قاعة العمليات، قبل أن يقرّر الاعتداء عليها وهي مخدرة ويغتصبها في حدود الساعة الثالثة صباحا بعد نزع ثيابها. وذكرت الضحية أنها بعدما فشلت في مقاومة الجاني لضعفها، حاولت الاستغاثة بالصراخ علّ أحد ينقذها من بين يدي المعتدي الجامح، الذي لم يتوقف أذاه عند هذا الحد، بل لجأ إلى تعنيف الضحية وسحبها تماما مثلما يحدث في الأفلام إلى حمام قريب لمحو آثار جريمته. هذه الفضيحة أثارت هلعا في أوساط المرضى بالأخص النساء منهم، ووسط ذويهم، الذين استنكروا حدوث هذه الممارسات في مكان مثل المستشفى، وعلّقت العائلات على الواقعة بالقول كيف ل “مريض نفسي” أن يؤتمن على صحة مرضى آخرين لا حول ولا وقوة لهم، ودفعت الواقعة بعديد من المريضات إلى مغادرة المستشفى مباشرة بعد استفاقتهم من المخدر ونجاح عملياتهن الجراحية. موسى محراز