عاشت مصلحة الجراحة العامة على مستوى المؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر بوهران، سابقة خطيرة، أول أمس، بعد أن قام ممرض، كان مكلفا بالمناوبة الليلية، بتخدير ثلاث مريضات وعمد إلى اغتصاب إحداهن. تنقلت مصالح الأمن الحضري رقم 21 بوهران، رفقة أعضاء من الشرطة العلمية إلى المؤسسة الاستشفائية الجديدة بمنطقة إيسطو، حيث باشرت تحقيقات موسعة على مستوى مصلحة الجراحة العامة بناء على الشكوى التي تقدم بها أهل المريضة. وتعود تفاصيل القضية، التي كانت ضحيتها سيدة تبلغ من العمر 24 سنة، وأم لطفلة، لليلة الثلاثاء إلى الأربعاء الماضيين، حيث أوضح خال الضحية في تصريح أدلى به ل''الخبر'' أمس، وهو تحت تأثير الصدمة العنيفة، بأن قريبته خضعت لتدخل جراحي على مستوى حنجرتها في حدود الساعة الثالثة من مساء يوم الثلاثاء، ليتم نقلها فيما بعد إلى إحدى القاعات التي كانت مسرحا لجريمة اغتصاب بطلها الممرض المكلف بالمناوبة في تلك الليلة، باعتبار أن ''هذا الأخير ظل يتربص بالضحية منذ استرجاع وعيها من تأثير تخدير العملية التي خضعت لها أمسية ذلك اليوم، ليعمد بعد ذلك إلى ارتكاب جريمته في حدود الساعة الثالثة من صباح يوم الأربعاء''. وحسب تصريحات ذات المتحدث، نقلا عن الإيفادات التي قدمتها الضحية لأعوان الشرطة في عين المكان، فإن ''الجاني قام بتخدير المريضات الثلاث باستعمال مخدر في مادة السيروم التي كن محقونين بها في إطار العلاج، إذ قام بالتقرب منها ونزع ثيابها واعتدى عليها أمام مقاومة محتشمة منها، كون المخدر الذي حُقنت به لم يؤثر عليها بشكل كلي ما جعلها تحاول الاستغاثة بالصراخ، حيث ظلت تقول له: ''حرام عليك حرام عليك''. واستنادا إلى ذات التصريحات، ''قام الممرض بعد ذلك بسحب الضحية إلى حمّام بالقرب من القاعة ليغسل آثار جريمته، وهو ما تنبهت له المريضة التي كانت بالقرب منها، إذ ظلت المُعتدى عليها تقاوم رغم تأثير مفعول المخدر ما اضطر الجاني إلى تعنيفها بشدة، الأمر الذي توضحه الخدوش التي طالت جسمها، والتي عاينتها فرقة التحقيق والطبيب الشرعي، كما تحفظت الشرطة على كل الدلائل والإثباتات التي وجدتها في مسرح الجريمة على غرار أغطية السرير، والملابس الداخلية للضحية، وعيّنات من السيروم، وذلك من أجل إخضاعها للتحاليل اللازمة''. واستغرب أهل الضحية تماطل إدارة المستشفى في استدعاء مصالح الأمن، بالرغم من أن الفضيحة انفجرت في الساعات الأولى من الصباح، باعتبار أن الضحية أخطرت عائلتها، وحكت بالتفصيل ما وقع لها لطبيب المصلحة الذي كشف عنها، ما اضطرهم إلى تقديم شكويين أمام مصالح الدرك الوطني لمنطقة إيسطو والأمن الحضري رقم 21، مؤكدين بأنهم بصدد رفع دعوى قضائية ضد الممرض الجاني والمديرية العامة للمؤسسة. من جانبه، أدان أمس السيد محمد منصوري، المدير العام للمؤسسة الاستشفائية، الاعتداء الذي طال المريضة، نافيا ادعاءات التماطل في اتخاذ الإجراءات اللازمة، موضحا بأن مصالحه علمت بالقضية في حدود الواحدة زوالا بإخطار من الطبيب الرئيسي للمصلحة، ما استدعى انتداب المستشار القانوني للمؤسسة، وتقديم شكوى رسمية أمام مصالح الأمن مباشرة، مضيفا بأن إدارته فتحت تحقيقا إداريا معمقا في القضية، كما استدعت اللجنة المتساوية الأعضاء التي اجتمعت أمس وقررت طرد الممرض موضوع الشكوى من المؤسسة، في انتظار تقديمه للعدالة. وأوضح ذات المسؤول بأن مصالح الشرطة استمعت إلى مدير الموارد البشرية للمؤسسة، في إطار أخذ كل المعلومات اللازمة على الممرض الجاني الذي لا يتجاوز عمره 28 سنة ويعمل في المستشفى منذ سنة 2004، مضيفا بأن إدارته أخطرت مسؤولي وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات بالحادثة، واتخذت كل الإجراءات الإدارية في انتظار ما ستسفر عنه العدالة، باعتبار أن الواقعة تتعلق بجريمة جزائية يعاقب عليها القانون. يذكر بأن هذه الحادثة أثارت حالة استهجان كبيرة، أمس، في كل الأوساط الطبية بوهران، كما أثارت رعبا كبيرا في نفوس المرضى، خاصة من فئة النساء اللواتي يخضعن للعلاج داخل المستشفى، بدليل أن إحدى المريضات التي تعرضت إلى التخدير غادرت المؤسسة مباشرة بعد استعادة وعيها. الخبر الجزائرية الصورة من أرشيف الحدود المغربية