مازال سكان «دوار تيزي ند برام» بمشيخة تغدوين، والدواوير المجاورة له بصفة عامة يطالبون الجهات المسؤولة اقليما بوزارة الصحة، ب «إعادة فتح وتشغيل المستوصف الوحيد بالمشيخة الذي كان يعمل به ممرض واحد». وحسب شهادات بعض سكان المنطقة فإن «قرار إغلاق المستوصف منذ ست سنوات، كان قرارا مجانبا للصواب، ويفتقر للحكمة المهنية، ولم يراع حاجيات السكان للتطبيب. باعتبار القرار كان سببا في خلق عدة متاعب ومعاناة مادية وصحية للسكان الذي تعتريهم أجسادهم بعض العلل، والأمراض. فلا يجدون مستوصفا يدقون بابه بحثا عن العلاج». وحسب بعض شباب المنطقة فإن إغلاق هذا المستوصف تسبب في «خلق مشاكل عديدة لسكان الدواوير التي كانت تستفيد من خدماته على قلتها»، حيث إن «كل راغب في الاستفادة من بعض التدخلات العلاجية، أوالخضوع للإسعافات، غدا يجد صعوبات كثيرة، يصعب التغلب عليها أو التخفيف من حدتها، أمام الأوضاع الاجتماعية الهشة التي يعانيها سكان حوالى أربعة دوارا خاضعة جميعها لمشيخة تيغدوين، قيادة مسفيوة اقليمالحوز. وحسب سكان من المنطقة فإن «البقعة الأرضية التي شيد عليها المستوصف كانت عبارة عن مساهمة من السكان»، ورغبة منهم في الاستفادة من مركز علاجي «اشتغلوا في بنائه وتشييده في إطار عملية التويزة من أجل تأهيل وهيكلة البقعة لينشأ على أضيتها المستوصف، وسكن للمرض، حتى تكون الخدمات الطبية قريبة من السكان». لكن أحلام السكان وأبنائهم بتقريب العلاجات الطبية، سرعان ما غدت سرابا بعدما تبددت الآمال بالإقدام على غلق المستوصف منذ ست سنوات مرت. ولم يشتغل المستوصف الذي وضع عليه السكان آمالا كبيرا ليتابعوا طموحهم في التطبيب يتجسد على أرض الواقع، وقد انهار وانقضى بعد ثلاث سنوات. الأمر الذي جعل بنايته مهجورة، ومعرضة للانهيار بعدما خضعت للترميم خلال مرات عديدة. قد ذكر السكان أن المستوصق خلال فترة اشتغاله كان يقدم خدمات علاجية للسكان، تأتي على رأسها الاسعافات الأولية، قواعد تنظيم الأسرة والتخطيط العائلي، وتلقيح الأطفال الرضع، والاستفادة من بعض الأدوية. وهي الخدمات التي كان يستفيد منها سكان حوالي 24 دوارا بمشيخة تيغدوين، أي ما يناهز 4000 نسمة. وأمام هذا الحرمان من أبسط الخدمات الطبية فإن سكان يطالبون ب «إعادة تشغيل المستوصف وتجهيزه بما يلزم من التجهيزات الضرورية، وتأطيره على الأقل بممرض وممرضة للعناية بأوضاع السكان الصحيةومتابعة وضعية النساء الحوامل والإشراف على ولاداتهن قصد إعفائهن من الانتقال عبر وساذل النقل المتردية، وفي ظروف تهدد صحة المرضى وتفاقم أوضاعهم». وقد ذكر بعض السكان أن التنقل من مشيخة تيغدوين إلى آيت آورير أو مراكش حسب الحالة الصحية لكل مريض يثقل كواهل المرضى ويستزف امكانياتهم المادية والمعنوية.