لم تبعث الظرفية التي عاشها قطاع البناء مع مطلع السنة الجديدة، الرضا في نفوس مهنيي قطاع الإسمنت بعدما سجل سوق هذا الأخير خلال الفصل الأول من 2013 تراجعا بأزيد من 20 في المئة مقارنة بنفس الفترة من العام الفارط. مسؤولوا لافارج أثاروا في تبريرهم لأسباب الإنخفاض المسجل في مبيعات الإسمنت، عاملان أساسيان، أحدهما يعود للأمطار الغزيرة التي تهاطلت خلال الأشهر الأولى من السنة الجارية وتسببت في تعطيل أوراش البناء وخفض الطلب على مواده الأساسية، فيما يرتبط العامل الثاني بالمستوى الإستثنائي الذي عرفته مبيعات الإسمنت في الربع الأول من سنة 2012، والذي لم يكن ممكنا بلوغه خلال نفس الفترة من العام الحالي. إكراهات استحضرها صباح يوم الخميس الماضي مسؤولوا الشركة في عرضهم لحصيلة النتائج المالية التي حققتها لافارج خلال سنة 2012، حيث أشار سعد الصبار الرئيس المدير العام لشركة لافارج، إلى أن مبيعات هذه الأخيرة من مادة الإسمنت قد سجلت انخفاضا بواقع 6,8 في المئة خلال السنة الفارطة . ففي دوة صحفة نظمت بالدار البيضاء صباح يوم الخميس الماضي، ربط الصبار أسباب هذا التراجع بواقع تقلص مستوي الطلب على منتوجات الإسمنت ببعض المدن الحيوية كالدار البيضاء ومكناس في ظرفية اتسمت بارتفاع العرض وانخفاض النشاط والضغط على أسعار البيع بالسوق الوطني للإسمنت، إلى جانب الأثر الناجم عن مساهمة الشركة في صندوق التماسك الإجتماعي. واقع وإن نحي بمبيعات الإسمنت في اتجاه الإنخفاض، فقد بدت تداعياته دون أثر يدكر على أنشطة الشركة المرتبطة بتسويق مادة الخرسانة، باعتبار أن مبيعاتها ارتفعت خلال السنة الفارطة بنسبة 6 في المئة مقارنة بعام 2011، وهو ما ساعد الشركة على الحفاظ على مستوي ريادتها في سوق مبيعات الخرسانة، يؤكد الرئيس المدير العام للافارج. هذا الأخير، تحدث عن استراتيجية النمو التي رسمها مسؤولوا لافارج للسنوات القليلة المقبلة، مؤكدا على أن تحقيقها سيمر عبر مشروع الإسمنت لسوس ومصانع الخرسانة الجديدة في مدن فاس ومراكش والمحمدية، وكذا مقلع الحصى بتطوان والإستثمار الجاري بمحجر تيفلت، إلى جانب إطلاق فرن الجبس الثالث بآسفي ومتابعة الأشغال لفرن إنتاج الجير للفارج كالسينور المغرب