واشنطن لن تقدم أي مقترح لتوسيع مهمة المينورسو في الصحراء المغربية للأمم المتحدة، حسب ما نقلته وكالة «فرانس بريس». خلال مفاوضات ثنائية بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية توصل الطرفان إلى اتفاق حول مسودة المشروع الذي كانت هذه الأخيرة تحاول تمريره في الأممالمتحدة والقاضي بتكليف المينورسو بمراقبة حقوق الانسان في الصحراء. المفاوضات دفعت واشنطن أخيرا إلى التخلي عن مسودة قرارها المتعلق بهذه القضية. في النهاية لم تتضمن الوثيقة التي تقدمت بها الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى الأممالمتحدة للتصويت عليها غدا الخميس أية إشارة إلى ضرورة مراقبة حقوق الانسان من طرف المينورسو واكتفت بالإشارة إلى تشجيع احترام حقوق الانسان، عكس ما ذهبت إليه الوثيقة الأولى التي روجتها الولاياتالمتحدةالأمريكية والتي تتضمن تكليف قوات المينورسو بمهمة مراقبة حقوق الانسان في الصحراء. شهود عيان كانوا قد لاحظوا أمس خروج محمد لوليشكي سفير المغرب في الأممالمتحدة رفقة سوزان رايس ممثلة الولاياتالمتحدةالأمريكية من الجلسة بمقر الأممالمتحدة بنيويورك لإجراء مباحثات ثنائية قصد التوصل إلى قرار متفق عليه دون أن يمس بالسيادة المغربية. كانت العبارة التي فاه بها ممثل جبهة البوليساريو في الأممالمتحدة عمر منصور بعد خروج كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، من الجلسة المغلقة التي قضاها مع ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن، كافية لتترجم كل شيء عما دار خلف القاعة التي ألقى فيها روس تقريره عن الجولة التي قام بها بين 20 من مارس الماضي و3 من أبريل الحالي بين المغرب والجزائر. ممثل البوليساريو لم يجد ما يواجه به وسائل الإعلام التي كانت تنتظر تصريحا من روس غير القول إن أي تغيير في قرار إسناد مهام مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء سيدخل المنطقة في نزاع مسلح. حسابات جبهة البوليساريو تغيرت كثيرا بعد الحراك الدبلوماسي الذي يذهب لصالح المغرب، عمر منصور الذي يشغل أيضا عضوا بالأمانة الوطنية لهيئة صنع القرار في جبهة بوليساريو، و بحسب ما أوردته وكالة رويترز قال إن إخفاق الأممالمتحدة في اعتماد آلية تخول لقوات حفظ السلام بمراقبة حقوق الإنسان وتغيير مجلس الأمن لمقترح الولاياتالمتحدةالأمريكية من شأنه أن يدفع شباب الأقاليم الصحراوية نحو القتال و العنف في مواجهة القوات المغربية. وسائل الإعلام التي انتظرت زهاء ساعة ونصف قبل أن يخرج كريستوفر روس من جلسته المغلقة التي لم تشف غليل البحث عن المعلومة من المبعوث الشخصي للأمين العام للصحراء. روس لم يجب عن أي سؤال واختار التزام الصمت. فيما بعد تناقل المعلومات عدد من الدبلوماسيين الذين كانوا حاضرين في الجلسة التي كان فيها روس يلقي تقريره. مصادر «الأحداث المغربية» داخل الأممالمتحدة قالت إن عددا من الدبلوماسيين واجهوا أسئلة الصحافيين بالقول إن تقرير روس كان إيجابيا تجاه المملكة المغربية. مصادر الجريدة اكتفت بوصف التقرير بالإيجابي، في المقابل قالت إن كل الاتجاهات تفيد أن المفاوضات التي يجريها أصدقاء الأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء من جهة والمفاوضات التي يجريها الدبلوماسيون المغاربة مع ممثلي الولاياتالمتحدةالأمريكية في الأممالمتحدة ومجلس الأمن، تتجه إلى تعديل المقرر الأمريكي. المصادر نفسها قالت إن الاتجاه العام برز من خلال تقرير روس الذي ذهب في اتجاه الحديث عن التنمية في الأقاليم الجنوبية وعن الحل السياسي عوض الحديث عن الوضع الحقوقي، «ممثلة الولاياتالمتحدة في مجلس لم تناقش روس عن وضع حقوق الإنسان في الصحراء» ما يعطي انطباعا عاما بحسب المصادر ذاتها بأن صيغة التقرير الأمريكي في طريقها إلى التعديل. الجيلالي بنحليمة