استيقظت الأسرة التعليمية بابتدائية وادي الذهب بمراكش، على مشهد مثير أول أمس، تطلب الإستعانة بالمصالح الأمنية بالمدينة. كانت الجدران الداخلية للمؤسسة مطلية بدماء بشرية، على امتداد مساحة واسعة،ما خلف الإنطباع بأن فضاء المدرسة كان مسرحا، لأحداث ليلية،وحدها المصالح الامنية من يملك القدرة على استجلاء حقيقتها. واقعة استنفرت الأمن بالمدينة، التي عملت عناصرها على تفقد كل أركان وزوايا المؤسسة، بحثا عن معلومة تمكن من تحديد مجمل الظروف والملابسات المحيطة بالواقعة. تتبع آثار الدماء كان دائما ينتهي عند حدود الفضاء المخصص للمراحيض العمومية، ما زاد من إذكاء مساحة الحيرة. تم وضع مجموعة من الفرضيات، رجحت بعدها إقدام شخص مجهول على تسلق الجدار الخارجي للمؤسسة في محاولة لاقتحامها، ما جعله يتعرض لجروح بليغة نتيجة احاطة السور بقطع زجاجية. وبالنظر لانعدام ظروف الرؤية، لغياب الانارة بالمكان المذكور، فقد اضطر المهاجم المجهول إلى تلمس خطواته اعتمادا على الجدار، بحثا عن أنبوب ماء يمكنه من غسل جروحه،وهي الحركة التي جعلت أثار الدماء تغطي كل هذه المساحة. بعد الإطمئنان لهذه الفرضة، غادرت العناصر الامنية فضاء المؤسسة، في انتظار استكمال لتحقيقات لتحديد هوية المتورط الذي لم ينبه من عملية الاقتحام سوى جروح بليغة ونزف كمية من دمائه، قبل أن يعود من حيث جاء بخفي حنين، ويدخل بذلك قائمة اللصوص البلداء. إسماعيل احريملة