كان صوت أذان المغرب يرتفع من فوق صوامع المساجد المؤثثة لفضاء الحي العسكري، فيما الزخات المطرية تتهاطل على المنطقة وتزيد من وحشة المكان الذي غادره الرواد والسابلة، حين ظهر طيف شخصين ملتحيين يجوبان بحذر شديد المنطقة المجاورة للسور الخارجي للثكنة العسكرية الخاصة بالفوج السابع للعتاد العسكري. في هذه اللحظة وبصورة غير مفهومة، قرر أحدهما تسلق سور الثكنة البالغ علوه حوالي ثلاثة أمتار ونصف، ليجد نفسه داخل الثكنة فيما ظل رفيقه خارجا في وضع المتأهب والمنتظر. انتبهت بعض عناصر الحراسة بالثكنة إلى عملية الاقتحام التي قام بها الملتحي، ودخوله منطقة محرمة تعتبر في عداد الحرم العسكري، لتنطلق إشارة الإنذار والتنبيه، وتتسابق مجموعة من العسكريين تجاه الشخص الغريب. أحيط به إحاطة السوار بالمعصم وشلت حركته، فيما تسابقت مجموعة أخرى تجاه الشخص الثاني الذي ظل قابعا خارج سور الثكنة، وتسييجهما بحبال التوقيف وإحالتهما على المركز القضائي للدرك الملكي، قصد إخضاعهما للتحقيق ، وتحديد أسباب إقدامها على تسور جدار الثكنة واقتحام فضائها دون استئذان. حركة سببت في حالة استنفار قصوى، وتداعت إلى المنطقة عناصر من مختلف المصالح الأمنية والأجهزة المخابراتية، مع دخول عناصر مصلحة مراقبة التراب الوطني ( الديستي) على خط الواقعة، والكل في حالة تأهب قصوى ، لمعرفة الظروف والملابسات المحيطة بعملية اقتحام مقر مؤسسة عسكرية حساسة. التحقيق مع المعنيين من طرف عناصر المركز القضائي للدرك الملكي، انطلق بتنقيطهما على الناظم الآلي الذي كشف بأن الملتحيين غريبان عن المدينة تتراوح أعمارهما مابين 28و34 سنة، أحدهما عاطل عن العمل يتحدر من منطقة برشيد، وقد عاد لتوه من الديار الفرنسية، فيما الثاني يتحدر من مدينة بركان. استفسارهما حول أسباب اقتحامهما الثكنة دون استئذان، كانت إجابته أنهما قد ضلا طريقهما، ولاعلم لهما بكون الموقع عبارة عن ثكنة عسكرية، خاصة بالعتاد العسكري، وبالتالي إدخال العملية برمتهما خانة”الخطأ غير المقصود”. تقرر تعميق البحث مع المعنيين ،وإخضاعهما لاستنطاق ماراطوني تحت تعليمات الوكيل العام، في أفق تحديد مجمل الأسباب والظروف المحيطة بهذه الخطوة المثيرة، حيث قررت النيابة العامة متابعتهما في حالة سراح، ليتولى ملف التحقيق المركز القضائي للدرك الملكي بمراكش ومصلحة مراقبة التراب الوطني، على إساس إحالتهما على المحكمة يوم الإثنين المقبل. اسماعيل احريملة