خبر سار للبيضاويين ، التوقف في المدار الشهير “شيميكولور” سوف لن يتجاوز ثلاث دقائق ، وخلال شهور فقط سوف تنتهي معاناة السائقين و مستعملي هذا الممر مع الزحام والإكتضاض الشديدين ، والفضل يعود للنفق المغطى بشارع المقاومة ، إذ سيدخل النفق الخدمة خلال شهور فقط . كل الدراسات المرورية تصنف ساحة (دكار) المعروفة ب (شيميكولور) كنقطة سوداء فيما يخص حركة السير بالدار البيضاء . المدار يستقبل سبعة طرق كل واحدة تجلب حوالي 1100 سيارة في اليوم ، بمعنى أن الساحة تستقبل 8000 سيارة في اليوم ، وهو ما ينتج فترات انتظار متوترة تتراوح بين 15 و 20 دقيقة، لكن وحسب الدراسات التقنية النفق الحالي سيخفض الوتيرة والوقت إلى 3 دقائق فقط أمام إشارات الضوء الحمراء . صباح أول أمس ، وفي خيمة وسط شارع المقاومة ، قال العمدة محمد ساجد خلال ندوة صحفية مخصصة لتتبع أشغال النفق ، إن الساحة تعرف اختناقا كبيرا في السير والجولان ، مشيرا أنه مشروع قديم بدأ التفكير فيه منذ عهد المجموعة الحضرية، ورغم إنتهاء الدراسات التقنية ظل المشروع في الرفوف، قبل أن تبدأ الدراسات مجددا لإنجاز المشروع في مكان غير مساره الحالي ، وإنما على شارع ابن تاشفين ، لكن خلاصات الدراسات المتعلقة بالسير والجولان نبهت لجدوى تشييد النفق على شارع المقاومة ، ومن تم تقرر تغيير مسار المشروع إلى مكانه الحالي . ساجد قال إن طول النفق يتجاوز كلمتر واحد ، جزأ كبير منه مغطى يصل إلى 650 مترا، مما يسمح باستغلال سطح النفق، كلفته الإجمالية تبلغ 200 مليون درهم أما مدة الإنجازفهي 18 شهرا، وينتظر انتهاء الاشغال قبل نهاية سنة 2013 ، مؤكدا أن الشركة المكلفة بالإنجاز تأخذ بعين الإعتبار الإنزعاج الذي تخلفه الأشغال بمعية مكاتب الدراسات ، وكذا التواصل مع مستعملي الطريق لمواكبة تطورات الاشغال في الورش، وإخبار السكان بالإنقطاعات المرورية. عبد الرحمان بريشا المهندس المشرف على إنجازالمشروع ، أكد بدوره أن عرض النفق 10 أمتار توفر طريقا في الإتجاهين، وكذا أرصفة في الجوانب تبلغ 75 سنتمترا، وحاجز إسمنتي وسط الطريق للتمييز بين الممرين ، أما على سطح النفق فإن عرض الطريق تتراوح بين 30 وأربعين مترا سيتم توزيعها على شكل 3 طرق في كلا الإتجاهين ، وكذا ممرات لتوقف السيارات ، أما الأرصفة فهي تتراوح بين ثلاث وخمسة أمتار في كل جهة، ناهيك عن التهيئة الجديدة بالشارع والتي ستوفر الإنارة والكراسي وأشجار التزيين ، المهندس قال إن الأشغال وصلت حوالي خمسين بالمائة حيث تمت تغطية 300 متر تقريبا من النفق ، فيما ستتواصل أشغال الحفر لشهرين آخرين . وحسب المتحدث فإن النفق سيتضمن وسائل جد متطورة في مجال المراقبة الأمنية بالكاميرات وتجهيزات الإنقاذ والإنذار في حال حوادث السير، والإتصال الهاتفي، وكذا سبعة منافذ الإغاثة في حالات الحريق، ناهيك عن معدات التهوية والإنارة، و كل 150 مترا على طول النفق، سوف تتوفر منافذ للإغاثة عبارة عن أدراج وممرات تسمح للراجلين بقطع الطريق إلى الجهة الأخرى من أسفل النفق تفاديا للإزدحام على سطح النفق . من العراقيل الكبرى في إنجاز مشروع النفق الفرشة المائية القربية وكذا التربة غير الصالحة ، بالإضافة لشبكات المياه و أسلاك الكهرباء ذات الضغط المرتفع و المتوسط ، والخطوط الهاتفية التي يتعذر قطع بعضها إلى حين تقدم الأشغال ، وهي كلها عوامل ساهمت في تأخر أشغال الحفر لشهرين كاملين ، واضطرت الشركة المكلفة بالمشروع لإستخدام تقنية جديدة من أجل تدعيم التربة، حماية للمباني القائمة على جنبات شارع المقاومة من الإنجراف . يذكر أن شركة (كوبيسا) الإسبانية فازت بصفقة النفق بعد إجراء طلب عروض دولي ، وهي نفسها الشركة المكلفة بمشروع توسيع الطريق السيار الحضري . عبد الواحد الدرعي