نقل أمير موناكو بشرى للمصابين بمرض العصر”الزهايمر” بالمغرب، عبر التأكيد عن استعداده لتحمل تكلفة إنجاز مقر استقبال بمواصفات عالمية بمراكش، شريطة توفر عقار ملائم، لتبقى بذلك الكرة في مرمى أهل الحل والعقد بالمملكة. فتحت شعار (شباب اليوم شيوخ الغد) تستعد مدينة مراكش ،لاحتضان الملتقى الثاني لدول بحر الأبيض المتوسط حول مرض الزهايمر ،وذلك خلال الفترة الممتدة ما بين 3 و 6 أبريل القادم. الملتقى الذي ستجري أشغاله بأحد الفنادق المصنفة بمراكش، تنظمه جمعية »أمل مغرب الزهايمر»، بشراكة مع جمعية » موناكو ضد مرض الزهايمر»، و بمشاركة نخبة من الخبراء والأطباء الباحثين AMPA يمثلون مختلف دول حوض البحر الأبيض المتوسط. وفي أفق إنجاح هذه التظاهرة العلمية ،التي تنعقد لأول مرة في بلد عربي وإفريقي، نظمت جمعية »أمل مغرب الزهايمر» أول أمس السبت بمدينة مراكش، ندوة صحفية سلط خلالها المنظمون الضوء على الأهداف المتوخاة من انعقاد هذا الملتقى العلمي بالمغرب ، بالإضافة إلى أهم المحاور التي ستتم مناقشتها على مدى أربعة أيام. وفي هذا السياق صرح أحمد نعيم رئيس جمعية »أمل مغرب الزهايمر» ، بكون هذا الملتقى العلمي يشكل فرصة سانحة للخبراء والباحثين المغاربة ، من أجل تبادل التجارب والخبرات حول مرض الزهايمر، هذا الأخير وصفه بكونه من الأمراض المجهولة التي تنتشر في صمت داخل أوساط المغاربة المسنين ، وذلك لأسباب أرجعها رئيس الجمعية لغياب الحملات التحسيسية والوقائية الناجعة والجهل التام بطبيعة هذا المرض وأعراضه لا سيما داخل الأوساط القروية. إلى ذلك اعتبر رئيس الجمعية ، مرض الزهايمر أو ما يعرف بالخرف، بكونه مرضا يصيب الذاكرة البشرية بسبب موت خلايا الدماغ ، مما يتسبب في إصابة المريض بالنسيان أو ما يعرف بالهلوسة أو الخرف ، مؤكدا في السياق ذاته بأن هذا المرض المزمن ، ليس له علاج تام مائة في المائة بقدر ما يتطلب الأمر توفير الرعاية الاجتماعية الكافية للمرضى وتزويدهم بالأدوية المساعدة على التخفيف من معاناتهم النفسية والمرضية. ويذكر أن هذا الملتقى العلمي حول مرض الزهايمر، يستأثر باهتمام العديد من الهيئات الطبية والجمعوية المهتمة بالموضوع ، والتي ستواكب أشغال هذا المؤتمر في شقيه العلمي والاجتماعي ، بالنظر إلى كون هذا الملتقى ينعقد في سياق سوسيو تاريخي عالمي، يتميز بالزحف الكاسح للشيخوخة على الهرم السكاني العالمي، لا سيما بدول شمال الكرة الأرضية، حيث تفيد آخر الدراسات الإحصائية، بأن عدد المرضى المصابين بالزهايمر بلغ 36 مليون مصاب على الصعيد العالمي، كما كشفت الدراسة نفسها بأن مرض الزهايمر الذي يرتبط ارتباطا عضويا بالشيخوخة يحتل الرتبة الثانية على مستوى أسباب الوفيات في العالم ، بعد القصور في وظائف القلب في حين ليست هناك إحصائيات رسمية للمرضى المصابين بالزهايمر بالمغرب، حيث بلغ عدد الحالات المصرح بها 90 ألف حالة نتيجة جهل المغاربة لهذا المرض وغياب الحملات التحسيسية والتشخيص المبكر حسب المنظمين. وينتظر أن يناقش المشاركون في هذا الملتقى العلمي ، تفعيل وأجرأة التوصيات الصادرة عن الملتقى الأول بموناكو المنعقد بتاريخ 20 يناير 2011، وفي مقدمتها مصير التوصية المتعلقة بمشروع إنجاز مقر استقبال عالمي لمرضى الزهايمر بالمدينة الحمراء، وهو المشروع الذي تدعمه نخبة من الشخصيات السياسية والفعاليات الطبية العالمية، في مقدمتها أمير موناكو وعضو مجلس الشيوخ الفرنسي روبير دينيس دل بيشيا ،اللذان تكفلا بدعم هذا المشروع ماديا ولوجستيكيا ،لتبقى الكرة في مرمى السلطات الوصية على الشأن الصحي ببلادنا وعلى الشأن المحلي بمدينة مراكش، خاصة بعد الوعد الذي قطعته على نفسها سلطات ولاية مراكش في شخص الوالي محمد مهيدية الذي وعد الجمعية ،بمنحها وعاء عقاريا على مساحة 6 هكتارات من أجل بناء مقر استقبال عالمي لمرضى الزهايمر.