«فيفا بارصا فيفا ميسي إي بيكييييي...» هكذا هتف جمهور منصة السويسي، وهكذا استقبل المغنية الكولومبية شاكيرا التي اختتمت آخر ليالي عشرية مهرجان موازين. هتاف الجمهور أملاه تصادف حفل شاكيرا مع نهاية عصبة أبطال أوربا التي كانت تجمع، في الوقت ذاته الذي كان يجتمع فيه الجمهور في ساحة العرض، بين برشلونة ومانشيستر. لاشيء شغل بال الحضور سوى نتيجة اللقاء. في ركن من ساحة العرض يقف مسعود في ربيعه السابع عشر رفقة عمر وأصدقاء آخرين أذنهم على مذياع الهاتف يباركون لبعضهم البعض النصر الذي حققته البارصا. «مبروك علينا الكاس، مبروك علينا الرباح... ودابا آراك للفراجة..» يقول مسعود. آراك للفراجة والفراجة ديال بصح، لماذا؟ لأن الفنانة التي تستعد للصعود بعد دقائق كولومبية المولد لبنانية الأصول وبارصاوية الهوى. لذا، فنتيجة اللقاء كانت حاسمة في الأجواء التي ستمر فيها الحفلة، وفوز البارصا لن يزيد شاكيرا إلا ألقا وسيعطيها شحنة لكي تمتع الحضور... وهو ما حدث بالفعل واستطاعت أن تكون صاحبة «واكا واكا» في الموعد على الرغم من التأخر الذي تعمدته الفنانة. تأخرت لتظهر، و ما إن ظهرت على المنصة، التي تمت إعادة تهيئتها بالشكل الذي يلائم نمط غناء ورقص شاكيرا، حتى اشتعل المكان ليغرق الحضور الغفير في سحر رقصات وأغاني هذه الفنانة المتألقة. مرحبا الرباط أنا سعيدة اليوم لأمرين و أنتم تعلمون ذلك. أولا أنا سعيدة بحضوركم هنا وثاني أمر أن البارصا بطلة ... عاش البارصا لتنطلق بعد ذلك شاكيرا في إلهاب الساحة عبر ربرتوارها الذي يحفظ منه الجمهور الكثير. الحفلة رائعة ولا يختلف اثنان في كونها العرض الوحيد الذي تمكن فعلا من تحطيم كل الأرقام. أرقام الجمهور الغفير الذي حج للحفل، رغم النقل التلفزيوني المباشر، والذي تعذر على الكثير منهم الولوج إلى ساحة العرض على الرغم من توفرهم على تذاكر. تذاكر وصل ثمنها، حسب بعض المصادر، إلى قرابة الألفين وخمسمائة درهم للأماكن الأمامية، في سابقة في تاريخ هذا المهرجان. أرقام الأمن كذلك والذي تضاعف خلال الأمسية الأخيرة على غير عادة الأمسيات التي عرفتها منصة السويسي. أمن وجد الكثير من الصعوبات في التعامل مع التدفق الهائل للجمهور الذي ظل يتقاطر على المنطقة حتى ساعات متأخرة من الليل. الختام مسك بالفعل. و كان بألوان لاتينية عالمية، وبجمهور مغربي رائع وعظيم. أثبت مرة أخرى خلال أمسيات عشرية الموازين المغربي العالمي على أنه جمهور يحب الحياة ويحب المتعة البصرية والسمعية. وأثبت أنه جمهور ذواق يعشق الكلمة الهادفة واللحن المميز ويتوق أكثر لرؤية فنانيه المفضلين يتجسدون واقعا أمامه في مشهد لا يتكرر دائما. أفضل شيء في هذه اللحظة هي أني أرى أبنائي سعداء ومستمتعين، تقول سيدة لزوجها وهي تنظر بإمعان إلى ولديها وهما يرقصان ويغنيان مع نجمتهما المفضلة خلال هذه اللية. شاكيرا أصبحت صورتها منذ أشهر تقترن بلاعب البارصا جيرار بيكي الذي كانت روحه حاضرة هي الأخرى في الساحة. بيكي، الذي يصغر شاكيرا بعشر سنوات، يعيش قصة حب جابت العالم وتحولت إلى حديث الأوساط في عالم الشوبيز والأوساط الرياضية. ولتتويج هذه العلاقة، ظل الجمهور يردد اسم بيكي كلما انتهت شاكيرا، ماكان يزيد من تدفق الأدرينالين في شاكيرا ويشحذ همة الكولومبية في تواصلها مع جمهورها. عرض شاكيرا في السويسي الساعة العاشرة والنصف ليلا، سبقته ندوة صحفية للفنانة ب«أمفيتريت» بالصخيرات. ندوة بظروف استثنائية على غير عادة باقي الندوات الصحفية التي نظمت طيلة أيام المهرجان. إذ وعلى خلاف كل الفنانين العالميين الذين نظموا ندواتهم الصحفية بدار الفنون، فقد اختار المشرفون على موازين، تحت طلب شاكيرا تنظيم ندوتها بمقر إقامتها بالصخيرات. كما أن ندوة شاكيرا تعد أسرع وأقصر ندوة بموازين اقتصرت على ثلاثة أسئلة من عشر دقائق وجد معها الصحافيون كل متاعب الدنيا في إنجاز مهامهم في التغطية. ثلاث أسئلة متفق عليها وعلى أصحابها المحظوظين من ثلاث منابر، غيب خلالها الصحافيون المغاربة عن طرح الأسئلة. كما شهدت الندوة التعامل غير اللائق من المنظمين مع الصحافيين المصورين والذين أخرجوا بعد ثلاث دقائق من قاعة الندوة ليحاصروا في قاعة مقابلة إلى حين مغادرة المغنية للمكان، وهو الأمر الذي أثار استياء العديدين في مقابل لا مبالاة من نظروا لهذه الطريقة المبتذلة في التعاطي مع الجسم الصحافي المغربي. حسن بن جوا