في أقل من أسبوع، و بعد انهيار بناية سكنية تتكون من سفلي و أربعة طوابق تقطن بها (11) أسرة عدد أفرادها (35) فردا بالحي الحسني دون أن يخلف الانهيار ضحايا بشرية، جاء الدور صباح أول أمس السبت على بناية سكنية ثانية مماثلة تتكون من سفلي و (5) طوابق بدوار إدريسي بحي صهريج كناوة بمقاطعة سهب الورد بالمدينة القديمة فاس… و شاءت الأقدار أيضا ألا يخلف الانهيار ضحايا في الأرواح بعد أن نجا حارس البناية و أفراد أسرته من موت محقق بعد مغادرته لحظات قليلة قبل أن تتحول البناية في ذلك الصباح الباكر إلى ركام حيث كانت الأزقة و الشوارع القريبة منها شبه خالية من المارة…انتبه حارس البناية غير المسكونة إلى ظهور تصدعات وتشققات بالبناية و سماعه اهتزازات غير مألوفة بالبناية و استنفر زوجته و ابنته لمغادرة البيت، و بعدها تحولت البناية إلى ركام من الأتربة و الأسلاك الحديدية، وجدت معها عناصر الوقاية المدنية صعوبة كبيرة للبحث عن أغراض و أمتعة الحارس و أسرته. انهيار البناية في الصباح الباكر ذاته هز ساكنة البنايات المجاورة، و غادروا منازلهم لاعتقادهم أن زلزالا وشيكا قد ضرب الحي أو المدينة قبل أن يكتشفوا أن الأمر يتعلق بانهيار بناية سكنية كانت قائمة ليلا و أصبحت ركاما في ذلك الصباح. و إذا كانت البناية السكنية التي انهارت بداية الأسبوع الأخير بالحي الحسني عمرها 26 سنة، فإنه على العكس من ذلك، فالبناية السكنية المنهارة بدوار إدريسي صباح يوم السبت الأخير لا يتعدى عمرها سبع سنوات (2006)…غير أن القاسم المشترك بين البنايتين السكنيتين اللتين تعرضتا للانهيار، هو أنهما تقعان في حيين سكنيين يطغى عليهما البناء العشوائي الذي تنامى في غياب المراقبة أو التغاضي عن الظاهرة التي أصبحت واقعا ماثلا على الأرض، حيث إن العمارة المنهارة مرخص لها في بناء سفلي وطابق علوي، لكن بسبب الفوضى تمت زيادة أربعة طوابق، دون أن تتدخل السلطات لوقف هذا الوضع. فاس: روشدي التهامي – محمد المتقي